ازدادت الحدود الأبخازية ــــ الجورجية سخونة مع حشد الطرفين لقوّاتهما تحسّباً لهجوم جورجي محتمل لاستعادة الإقليم الأبخازي المنفصل. وتوترت العلاقة أكثر مع إعلان أبخازيا أمس أنّها أسقطت طائرتَي تجسّس جورجيّتين، في خطوة نفتها تبليسي.ووصفت وزارة الخارجية الجورجية نبأ إسقاط طائرة استطلاع في سماء أبخازيا بأنّه «خبر مضلّل». وقال مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة، ماكا غيغاوري، «هذه سخافة ومعلومات مضلّلة هدفها الأساسي استفزاز الطرفين».
كما سخرت تبليسي من تقارير الإعلام الروسية التي تدّعي أنّ «جورجيا تستعدّ لشنّ» هجمات على إقليم أبخازيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الجورجية، غريغول فاشادز، إن «القيادة الجورجية تنصح الممثّلين المجهولين لوكالات الأمن الروسية بأخذ بضع قطرات من حشيشة الهرّ التي تستخدم في صناعة المسكّنات، مع أنّ الأطباء الجورجيين يعتقدون بأنّها ستكون غير كافية، وينصحون بتناول أدوية مهدّئة».إلاّ أنّ مصدراً أمنياً جورجياً كشف، أوّل من أمس، عن أنّ «تبليسي، وبالتعاون مع خبراء أجانب، أعدّت لعمل عسكري ضدّ أبخازيا، وستنفّذ الخطة في غضون أيّام»، مشيراً إلى أنّ «الخطة تهدف إلى الاستيلاء على المنشآت الحيوية في سواحل أبخازيا». وذكر أنّ «عدداً من السفارات الأجنبية في جورجيا أجلت موظفيها من تبليسي».
وكانت وزارة الدفاع الأبخازية قد أعلنت في وقت سابق عن إسقاط طائرة جورجية من دون طيار، بعد وقت قصير من إسقاط طائرة أخرى من الطراز نفسه. وقال وزير الدفاع ميراب كيشماريا إنّ «الطائرة الأولى أُسقطت في فضاء أوتشامتشيرا، فيما أُسقطت الطائرة الأخرى في فضاء غالي من جمهورية أبخازيا» غير المعترف بها دولياً. وأشار إلى أنّ وسائط الدفاع الجوي هي التي أسقطت الطائرتين. في هذا الوقت، حشدت جورجيا ما يقارب 7500 عنصر من قوّاتها على الحدود مع جمهورية أبخازيا. وقال كيشماريا «نحن نراقب حركة هذه القوات في وادي كودوري، وهم على أهبّة الاستعداد»، مضيفاً: «نعتقد بأنّ حوالى 3 آلاف من هذه القوّات ينوون الاستيلاء على وادي كودوري شمال شرق أبخازيا». وهدّد بأنّ إقليمه قد وضع أيضاً قوّاته المسلّحة على أهبة الاستعداد للقتال، وأنّ «هناك ما يكفي من القوات والمعدات العسكرية للردّ على أي عدوان جورجي».
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أنّ ألف جندي روسي إضافي أُرسلوا إلى أبخازيا، ليرتفع بذلك عديد القوّات الروسية فيها إلى ثلاثة آلاف. وقال المتحدث فياتشلاف سيدوف إنّ القوات الروسية ستتحرّك فقط في إطار قوة حفظ السلام، موضحاً أنّ «الجنود الإضافيين نشروا في منطقة تكفارتشيلي».
(أ ف ب، يو بي آي)