طهران ترفض شرط العرض الغربي: التخصيب خطّ أحمرونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية غربية قولها إنّ واشنطن ستوجِّه ضربة عسكرية داخل إيران إذا عادت الأوضاع في البصرة إلى ما كانت عليه، مضيفةً أن «الأهداف هي معسكرات تدريب للمتمرّدين العراقيين في إقليم خوزستان الإيراني». ورأت المصادر نفسها أنّ «ضرب أحد معسكرات الميليشيات الشيعية سيوجّه رسالة قوية إلى طهران كي توقف تدخلها في العراق»، مستبعدة في الوقت نفسه ضرب الولايات المتحدة للمنشآت النووية.
ولفتت «صنداي تايمز» إلى أنّ الرئيس الأميركي جورج بوش «مصمّم على عدم تسليم ما يراه مشكلة إيران إلى خلفه بعد تنحّيه عن السلطة».
وفي تطورات الملف النووي، استبقت طهران رزمة الحوافز التي أعدّتها مجموعة الست (5+1) في اجتماعها الأخير في لندن يوم الجمعة الماضي، لتُعلن أنّ مسألة تعليق تخصيب اليورانيوم هي «خط أحمر»، فيما قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي: «سنواصل طريقنا النووي بحزم ولن نسمح لقوى الاستكبار بأن تدوس حقوقنا»، مضيفاً أنّ «التهديد لن يجبر الشعب الإيراني على التراجع».
وكشف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عن أنّه أنذر نظيره البريطاني، ديفيد ميليباند، على هامش مؤتمر دول جوار العراق الذي انعقد في الكويت الشهر الماضي، بضرورة «ألاّ تتجاوز دول 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا) الخط الأحمر»، و«المنطقة المحظورة» بالنسبة إلى إيران، وهي طلب تعليق تخصيب اليورانيوم.
وأعلن متكي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليمني أبو بكر القربي في طهران، أنّ بلاده لم تتسلّم بعد أي اقتراحات من دول «5+1»، مشيراً إلى أنّ بلاده «ستقدّم من جهتها حزمة مقترحات تأخذ بالاعتبار المتغيرات الإقليمية والدولية».
ومن جهة ثانية، أعلن متكي، خلال افتتاح الاجتماع الثامن لوزراء خارجية الدول الأعضاء في اتحاد منظمة التعاون الإقليمي للدول المطلة على المحيط الهندي في طهران، استعداد بلاده لتزويد هذه الدول إنجازات إيران الفنية والتكنولوجية في مختلف المجالات، ومنها التقنية النووية المدنية.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد دعا طهران أول من أمس إلى التعاطي الإيجابي مع عرض مجموعة الست، وذكر أنّ «شروط العرض الأوّلية هي تعليق تخصيب اليورانيوم، ومقاربة الدول الست تقضي بإقناع إيران بتعليق التخصيب فقط خلال فترة المفاوضات»، مشيراً إلى «ضرورة التوضيح لطهران المزايا التي ستحصل عليها في حال القبول ببدء مباحثات على أساس شرط تجميد التخصيب». ولفت إلى أنّ العرض هو «محاولة لحلّ المشكلة»، «وإذا لم ينجح الأمر، يُسحب العرض» الذي وصفه بـ«الصادق جداً»، داعياً إيران إلى «دراسة كل جوانبه بتأنٍّ».
وكان مسؤول إيراني قد ذكر أن شحنة عوازل حرارية لمحطة بوشهر النووية في إيران، دخلت الجمهورية الإسلامية بعدما كانت أذربيجان قد احتجزتها وهي في طريقها من روسيا.
وقال مسؤولون روس إن شحنة للمحطة النووية أُوقفت عند الحدود الأذربيجانية الإيرانية يوم 29 آذار الماضي.
في سياق آخر، وصف رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، أكبر هاشمي رفسنجاني، خلال افتتاح المؤتمر الحادي والعشرين للوحدة الإسلامية، «العمليات الانتحارية» بأنّها تمثّل انحرافاً فكرياً، وقال: «إنّ عمليات تفجير الأنفس لقتل المسلمين تمثل انحرافاً فكرياً يجب على علماء المسلمين معالجته».
ودعا رفسنجاني إلى اعتماد الحوار والابتعاد عن القوّة في حل مشاكل المسلمين التي يقف وراءها «الاستكبار العالمي»، مشدّداً على أهمية إيجاد حلول في العالم الإسلامي لتجنّب ما يحصل في العراق وأفغانستان ولبنان. كما دعا إلى افتتاح موقع إعلامي لنشر الأنباء الخاصة بالعالم الإسلامي يتميّز بالدقة والسرعة والأمانة.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)