غداة الهزيمة النكراء التي مني بها حزب «العمال» البريطاني في الانتخابات المحلية الأسبوع الماضي، كشفت صحيفة «صندي إكسبريس» أمس أن وزير الخارجية ديفيد ميليباند تلقى دعوات تحثّه على تحدي رئيس حكومته غوردون براون على زعامة الحزب كخطوة لإنقاذه من هزيمة محدقة في الانتخابات العامة المقبلة في أيار 2010.وأضافت الصحيفة إن ميليباند يعدّ الخيار الأفضل لمنافسة زعيم حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون في الانتخابات العامة المقبلة بنظر الكثير من نواب حزب «العمال» الحاكم. ورأت أن حلفاء رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، وبينهم مدير الاتصالات السابق في داوننغ ستريت ألستير كامبيل، يحثون ميليباند على خلع براون من منصبه من أجل مصلحة حزب «العمال»، فيما أكد مصدر رفيع المستوى في الحزب أن وزير الخارجية «صار قريباً جداً من الموافقة على وضع نفسه لتحدي براون على زعامة حزب العمال».
ونسبت الصحيفة إلى النائب العمالي غرايم سيترينغر قوله «إن وزراء الحكومة يدرسون بشكل فعّال إمكان القيام بانقلاب لإطاحة براون». كما أشارت إلى شائعات تتواتر في مبنى البرلمان تفيد أن وزير العدل والخارجية الأسبق جاك سترو يعد لوضع نفسه كزعيم مؤقت لحزب «العمال» إذا جرى عزل زعيمه الحالي براون.
وفي أول تصريح له بعد الهزيمة الانتخابية، أعرب براون أمس عن «تفاؤله» بمستقبل بريطانيا، مؤكداً أنه يملك «استراتيجية» للنهوض بالوضع الاقتصادي للبلاد الذي عزا إليه هزيمة حزب «العمال». وقال، لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، «أنا متفائل بمستقبل بريطانيا».
ورداً على سؤال عن قدرة حزب «العمال» على النهوض من كبوته، قال براون «بالطبع أنا على يقين أن بإمكاننا النهوض مجدداً». ومع اعترافه بأنه لا يعيش «أفضل عُطَل نهاية الأسبوع»، قال إنه يشعر بأنه «مسؤول» عن الفشل الذريع لحزبه، مضيفاً إنه «ليس هناك مطلقاً أي تبرير من جانبي». وتابع «ربما أمضيت وقتاً أكثر من اللازم في درس التفاصيل لحل مشاكل الناس. ولكن للتمكن من حل مشاكل الناس يجب فهمها»، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الغذاء والنفط والسكن، وإلى قطاعات الصحة والتربية والعمل والأمن.
وقال براون «نملك خطة استراتيجية اقتصادية لتجاوز هذه الصعوبات الاقتصادية»، واعداً بإعلان تفاصيل هذه الخطة في الأسابيع المقبلة من دون أن يكشف عن فحواها.
وعن دعوات من داخل حزب «العمال» إلى رحيله من منصب رئاسة الوزراء، قال براون إنه يعتقد أنه «أفضل شخص في البلاد مع وزير المالية اليستار دارلينغ لمواجهة هذه التحديات». ورأى أنه من المهم أن تمرر الحكومة رسالة إلى البريطانيين تشير إلى أنها فهمت قلقهم، وخصوصاً إزاء ارتفاع الأسعار، وأن تقنعهم بأنها في موقع «قوة» وتعرف «بدقة الاتجاه الذي يتعيّن اتّباعه». وأضاف «أشعر بالألم الذي يشعرون به».
في المقابل، تعهد أول رئيس محافظ لبلدية لندن بوريس جونسون أول من أمس التصدي للجريمة والنزعة لمخالفة القوانين لدى المراهقين. ووجه نداءً من أجل الوحدة في المدينة بعد حملة انتخابية شرسة، قائلاً «أريد البناء على إنجازات الإدارة السابقة، وأن ننحي جميعاً أي أحقاد شخصية، أو مشاعر باختلافات إيديولوجية قد تكون بيننا». وأضاف «دعونا جميعاً ننحّها ونعمل معاً للبناء على الإنجازات الكبيرة لرئيس بلدية لندن السابق (كين ليفنغستون الذي خسر منصبه)، ونتأكد من أننا نبني لندن التي لا تزال أعظم مدينة».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)