استبقت طهران أمس التبليغ الرسمي من الدول الكبرى لها بعرض حزمة «الحوافز المشروطة» والمتعلّقة ببرنامجها النووي، بالرفض، لأنّها «تنتهك» حقوقها، فيما جددت إسرائيل تضخيم «خطر إيران» على العالم، واصفةً إياها بأنّها «أشدّ خطراً من هتلر». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني: «لن تدرس الجمهورية الإسلامية الحوافز التي تنتهك حقّ الأمة الإيرانية بأي شكل من الأشكال»، مضيفاً أن «الطريق الذي جرى السير فيه في الماضي يجب ألا يستمر»، ومخاطباً الدول الكبرى بقوله: «عليها أن تتصرّف بناءً على الواقع والقواعد الدولية، وأن تجري المحادثات على أساس احترام حقوق الأمم».وردّاً على ما أعلنه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالنسبة إلى تعليق التخصيب «شرطاً أوّلياً» للحوافز، أجاب الحسيني: «أوضحنا موقفنا بهذا الخصوص، ولم يتغيَّر».
في المقابل، رأى وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، أنّ برنامج الحوافز سخيّ للغاية ولا ينبغي رفضه من دون دراسة.
وقال كوشنير: «يرفضون خطة سخيّة جداً، ومن السابق لأوانه رفضها قبل الاطلاع عليها»، موضحاً أنّ ممثلي مجموعة الست (5+1) سيتوجّهون إلى طهران في الأيام المقبلة لتقديم العرض.
في هذا الوقت، شبّه الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، التهديد الإيراني للعالم بالتهديد النازي لأدولف هتلر. وقال إن «المزج بين القيادة المتعصّبة والقنبلة النووية سيُمثّل كابوساً على العالم أجمع، وبطريقة أكثر تعقيداً من النازية»، مضيفاً: «أقلّه هتلر لم يكن يملك القنبلة النووية». ولفت بيريز إلى أنّه «لا أحد يهدّد إيران، في حين هي تهدّد بشطب إسرائيل عن الخريطة»، في إشارة إلى تصريحات سابقة للرئيس محمود أحمدي نجاد. إلّا أنّه رأى أنّ إسرائيل يجب ألّا تكون رأس حربة لأي خيار عسكري ضدّ طهران، مشيراً إلى أنّه «إذا أبدى العالم جبهة متحدة، فلن تكون هناك حاجة لعمل عسكري».
من جهته، حذّر الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، ياب دي هوب شيفر، من أن تحذو دول كثيرة حذو إيران وكوريا الشمالية وتعمل على تطوير أسلحة نووية. وأشار إلى «حادثة سوريا» واحتمالات أن تكون تعمل على تطوير مفاعل نووي ليقول إنّ «ذلك يدعو حلف الأطلسي إلى التحرّك كي يجد حلاً لتهديد الصواريخ البالستية»، مشيراً إلى أن «الطموح النووي لطهران وبيونغ يانغ يهدّد بحركة تأثير دومينو وسيكون من الصعب جداً احتوائها».
ورغم التصاريح النارية التي توصّفُ التهديد الإيراني بأنه يمثّل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، استبعد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، مايكل مولن، شنّ حرب على إيران، وعزا السبب إلى «مشاركة الجيش الأميركي في حربين في أفغانستان والعراق»، مشيراً إلى أنّه «يحبّذ تجنّب أي حرب إقليمية جديدة».
على المستوى الداخلي، شنّت صحيفة «كيهان» المحافظة حملة على الرئيس الإيراني السابق الإصلاحي، محمد خاتمي، على خلفية تصريحاته الأسبوع الماضي التي اتهم فيها السلطات الإيرانية «بتصدير العنف إلى بلدان أخرى».
ودعت الصحيفة إلى محاسبة خاتمي على تصريحاته «غير الوطنية التي لا ينجم عنها سوى تلطيخ سمعة الجمهورية، وتأكيد اتهامات لا أساس لها يطلقها الاستكبار العالمي»، في إشارة إلى واشنطن. كما وصف موقع «تابناك» الإلكتروني المحافظ أيضاً تصريحات خاتمي بـ«الخاطئة».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)