يبدو أن وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، لم تفلح في إقناع الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، في التوقيع على مذكرة تفاهم تقدّم إلى الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارته المرتقبة إلى الدولة العبرية، الأسبوع المقبل.ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر حكومي في إسرائيل قوله إن رايس أرادت الحصول على مثل هذه الوثيقة لكي توضح للمجتمع الدولي أن المفاوضات تحرز تقدماً بالفعل. وأوضحت رايس أنه نتيجة عدم صدور وثيقة رسمية عن نتيجة المفاوضات، إلى جانب عدم إحراز تقدم دراماتيكي على صعيد تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية، فإن العالم لا يتشجّع على التصديق، وهذا قد يقوّض مسيرة المفاوضات.
وأبدى المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون الذين التقت بهم رايس تحفظات على موقفها. وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين لرايس إن «العمل على صياغة مثل هذه الوثيقة سيؤدي تقريباً إلى توقّف المفاوضات والتقدم والزخم الذي تتمتع بهما». وأضاف مسؤول آخر «عوض التفاوض، سنبدأ التعامل مع النقاط والفواصل والفقرات في الوثيقة ومحاولة سرقة الزوايا من جانب كل منا».
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية قولها إن رايس حثّت، خلال زيارتها الأخيرة للمنطقة، الجانبين على إنهاء الاتفاق بشأن مسألة الحدود بسرعة، لأنها المسألة التي يرىها جميع الأفرقاء المسألة الأسهل للحل.
وأضافت هذه المصادر أن «إسرائيل وافقت مبدئياً على التنازل عن 90 في المئة من أراضي الضفة الغربية، فيما السلطة الفلسطينية تطالب بما لا يقل عن 98 في المئة من هذه الأراضي، وخصوصاً أن إسرائيل تريد الاحتفاظ بالمستوطنات الكبرى ووادي نهر الأردن، فيما ترفض السلطة ذلك».
وعلى الرغم من تحقيق بعض التقدّم، إلا أن المصادر الفلسطينية قالت إنها «لا ترى أي فرصة لحل هذه الخلافات خلال الأيام العشرة الباقية على موعد وصول الرئيس الأميركي إلى المنطقة». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين التقوا رايس خلال زيارتها قولهم إن انطباعهم هو أنها «مصممة على تحقيق إنجاز مهما كان الثمن، نظراً إلى الرأسمال السياسي الكبير الذي أنفقته والرئيس بوش على المسألة الفلسطينية، خلال العام الماضي».
في هذا الوقت، أظهر استطلاع للرأي أن غالبية اليهود الإسرائيليين لا يعتقدون بأن هناك فرصاً للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وطبقاً لاستطلاع «مؤشر الحرب والسلام» لشهر نيسان، فإن 70 في المئة من اليهود لا يؤمنون بوجود فرص للتوصل إلى اتفاق سلام.
إلى ذلك، وقبل أسبوع تقريباً على الزيارة المنتظرة للرئيس الأميركي جورج بوش إلى إسرائيل، وصل نحو 30 عنصراً من جهاز الشرطة السرية التي تتولى أمنه إلى الدولة العبرية في الأيام القليلة الماضية، وقاموا بجولة في مبنى الكنيست، واطلعوا على الإجراءات الأمنية الخاصة في البرلمان الإسرائيلي.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه خلال اجتماع عقده الحراس مع المدير العام للكنيست، آفي بالاشنيكوف، طلب الأميركيون بناء سياج خاص حول البرلمان، من أجل منع الاتصال البصري المباشر بين الرئيس الأميركي والناس خارج المبنى. كما «درس» الأميركيون الكنيست بطريقة شاملة، وتفحّصوا جميع المداخل والمخارج فيه، ومروا على الطريق نفسها التي من المقرر أن يسلكها الرئيس الأميركي مرات عديدة خلال زيارته.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)