أعلن فلاديمير بوتين، الذي أقرّ مجلس الدوما الروسي أمس ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء، أنّ أولويات الحكومة المقبلة تتمثّل في توفير الظروف المناسبة لتطوير الإنسان من خلال تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية والعلوم والثقافة والسياسة الاجتماعيّة الفعالة، وذلك بعد يوم على تسليمه مفاتيح الكرملين إلى «خليفته» ديميتري ميدفيديف.ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسيّة للأنباء، عن بوتين قوله، في كلمة ألقاها في مجلس الدوما، إنّ الحكومة ستركز أيضاً على تحويل الاقتصاد إلى طريق الاستفادة من المبتكرات العلميّة الحديثة، وتطوير البنى التحتية، بما في ذلك البنى التحتية للنقل والإسكان والمجالات السياسية والمالية والإعلامية، مشيراً إلى تأييده لفكرة تشكيل مجلس دائم «الحكومة ــــ الدوما».
ودعا بوتين الى ضرورة تأسيس مركز مالي إقليمي في روسيا. وقال إنّ ذلك المركز ضروري لتوسيع مصادر تمويل القطاعين الخاص والعام، وتعزيز استقرار الاقتصاد العالمي، مشدّداً على أنّ بلاده قادرة بإمكاناتها الاقتصادية والمالية المتزايدة على تجاوز مرحلة عدم الاستقرار في الأسواق المالية العالمية. وقال إن «علينا أن نصبح خلال 10 أو15 عاماً في عداد الدول الرائدة من ناحية مؤشرات مستوى المعيشة كمستوى الدخل والضمان الاجتماعي، وجودة التعليم والخدمات الصحية، ومتوسط عمر الفرد، والوضع البيئي الجيد، وتأمين المساكن». ووعد بوتين بأن يكون دعم الجيش والأسطول إحدى الأولويات الأساسية لحكومته. وقال «لا تستطيع حماية سيادة ووحدة البلاد إلّا القوات المسلحة المقتدرة والمجهزة جيداً والتي تتمتع بروح معنوية عالية». وأضاف أنّ القوات المسلحة الروسية حصلت ابتداءً من عام 2001 على أكثر من 300 نموذج جديد من الأسلحة والتقنيّات العسكريّة.
وعلى صعيد آخر، قال بوتين إنّ قيوداً اصطناعية فرضتها الحكومات الغربية تحول دون استثمار الشركات الروسية 50 مليار دولار في الخارج، موضحاً أنّه «بمجرد تحسن قدراتنا (المالية) بدأت بعض الأسواق سد الطريق أمام استثمارات شركاتنا».
من جهة أخرى، أعرب الرئيس الجديد ديمتري ميدفيديف عن أمله في تطوير التعاون البناء مع القيادة الإسرائيلية. وذكرت «نوفوستي» أنّه بعث برقية تهنئة إلى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الحكومة إيهود اولمرت لمناسبة الذكرى الستين لتأسيس دولة إسرائيل، وقال فيها: «نأمل في الحفاظ على التعاون الوثيق والبنّاء معكم لما فيه خدمة مصالح تعزيز التعاون الثنائي وإرساء السلام الشامل والأمن في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنّ روسيا تنوي مواصلة تقديم الدعم للتسوية الشرق ــــ أوسطيّة الشاملة والعادلة على أساس القانون الدولي».
إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إنّ موسكو قد تزيد عدد قواتها لحفظ السلام في إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا إذا حشدت تبليسي قواتها قرب منطقة الصراع.
وقالت الوزارة، في بيان، إنّ «أي خطوات أخرى تتخذها وزارات الأمن في جورجيا لتعزيز القوات في منطقة الصراع لن تؤدي إلّا إلى تحرك مواز من الجانب الروسي لزيادة قوة حفظ السلام إلى أقصى قوتها المسموح بها.» وأضافت: «كل هذا يتم من أجل الحفاظ على السلام ومنع إراقة الدماء».
ومن المرجح أن تؤدّي أيّ زيادة أخرى في أعداد القوات الروسيّة إلى إثارة غضب جورجيا التي تتهم جنود حفظ السلام الروس بالانحياز إلى الانفصاليّين.
وتقول جورجيا إن روسيا تنفذ عملية ضم تدريجية لإقليم أبخازيا المعترف به دولياً كجزء من روسيا، رغم أنّه يدير شؤونه بدعم من موسكو منذ الحرب الانفصالية في التسعينيات.
وزادت التوترات في المنطقة هذا العام بعدما وطدت موسكو علاقاتها مع الانفصاليين. واتهمت جورجيا مقاتلة روسية من طراز «ميغ ـــ 29» بإسقاط طائرة تجسّس جورجية من دون طيار فوق أبخازيا. ونفت موسكو أي ضلوع لها في ذلك.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)