شهيدان في غزّة... وبوش يؤكّد في جولته «الرمزيّة» التزامه الشخصي بالسلامرائد لافي
حذّرت حركة «حماس» السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس من محاولة تمرير اتفاق تسوية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يجرى التوصل إليه قبل زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش المتوقعة إلى المنطقة منتصف الشهر الجاري، في وقت استشهد فيه فلسطينيان في عدوان جديد على قطاع غزة.
وعبّر المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري، في تصريحات نشرتها مواقع تابعة لحركة «حماس» في غزة أمس، عن قلق حركة «حماس» من حقيقة أهداف الدعوة إلى اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي انطلقت الثلاثاء الماضي في رام الله، بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس المجلس الوطني سليم الزعنون.
وشدد على رفض حركة «حماس» لأي قرارات يمكن أن تصدر عن مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، أيّاً كان مصدرها وطبيعتها. وقال «نؤكد أنه لا الرئيس عباس ولا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ولا أي شخص في الكون يملك المساس بالحقوق والثوابت الفلسطينية، وفي جميع الأحوال نحن أمام مؤسسات غير شرعية ليس من حقها النظر في الشأن العام».
وقال أبو زهري «بالنسبة إلى اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأخيرة، فإن هناك توقعات بأنها مرتبطة بمحاولة تمرير اتفاق إطار يجري التفاوض في شأنه مع الإسرائيليين قبيل زيارة بوش إلى المنطقة».
وجدّد مطالبة حركة «حماس» بإعادة تفعيل وهيكلة منظمة التحرير ومؤسساتها وفقاً لتفاهمات القاهرة 2005. وقال «كل مؤسسات منظمة التحرير القائمة هي مؤسسات غير شرعية وفاقدة للصلاحية، ونحن لا نتفاعل مع منظمة التحرير إلا وفق ما جرى الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة». ورأى أن «الدعوة إلى عقد اجتماع للمجلس الوطني هي دعوة غير شرعية، لأنه جرى الاتفاق على إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير وفق أسس جديدة ولم يلتزم بها الرئيس عباس، ومن هنا نرى أن كل مؤسسات المنظمة فاقدة للشرعية ولا تملك أي حق في إصدار أي قرار يخص الشعب الفلسطيني».
ميدانياً، عثرت مصادر طبية فلسطينية، أمس، على جثة الشهيدة وفاء شاكر الدغمة (33 عاماً) داخل منزلها في بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وذلك عقب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من البلدة بعد عملية توغل دامت بضع ساعات.
وقالت مصادر طبية في مستشفى ناصر الحكومي في مدينة خان يونس إن الطواقم الطبية عثرت على جثة الشهيدة الدغمة داخل منزلها، وقد فارقت الحياة إثر إصابتها بعيار ناري قاتل من العيار الثقيل في رأسها.
وبحسب سكان في البلدة، فإن منزل الشهيدة الدغمة تعرض خلال عملية التوغل الإسرائيلية لقصف مدفعي من الدبابات، وعمليات إطلاق نار كثيفة من جنود الاحتلال، الأمر الذي حال دون تمكّن سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول إلى المنزل لانتشالها وأطفالها السبعة الذين حالت العناية الإلهية دون إصابتهم بسوء.
وكان المقاوم محمود أبو مسلم قد استُشهد وأصيب أكثر من 14 آخرين في عمليات قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار تخلّلت توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي لنحو كيلومترين في بلدة عبسان المتاخمة للحدود الفاصلة بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48.
وقال سكان في البلدة إن قوات الاحتلال خلّفت وراءها دماراً واسعاً في الممتلكات والمنازل السكنية والأراضي الزراعية، والبنية التحتية، فضلاً عن اعتقال خمسة من سكان البلدة واقتيادهم إلى مراكز التحقيق والاعتقال قبل انسحابها.
وردّت فصائل المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي المتواصل في القطاع بإطلاق عدد من الصواريخ المحلية الصنع في تجاه البلدات والمواقع الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48.
إلى ذلك، قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي ستيفن هادلي، أمس، إن جورج بوش سيؤكد خلال جولته المقبلة في الشرق الأوسط التزامه الشخصي إحلال «السلام بين إسرائيل والفلسطينيين»، موضحاً أن الزيارة ستكون «رمزية جداً». وأضاف إن بوش سيلتقي خلال جولته الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في 14 أيار في إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس في 17 أيار ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في 18 أيار في مصر.
إلا أن هادلي أكد أن بوش لا ينوي عقد قمة ثلاثية مع أولمرت وعباس. وقال «نرى في هذه المرحلة أن المفاوضات الثنائية» بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي «الأمر الأساسي»، مشيراً إلى حصول تقدّم في هذه المفاوضات. ورأى أن «هناك أموراً كثيرة تحصل بشكل أفضل في لقاءات غير علنية».