دمشق ــ الأخباروفيما أظهر الإعلام الرسمي السوري حذراً في التعاطي مع الأزمة في لبنان، حضر الإعلام الإلكتروني المستقل ليمارس دوره كمؤيد للمعارضة.
الصحف الرسمية اليومية («تشرين» و«البعث») والصحيفة المستقلة («الوطن») احتجبت أمس الجمعة كما جرت العادة يوم العطلة لتصدر فقط صحيفة «الثورة» الرسمية، التي تعاملت مع الحدث كما تعامل معه التلفزيون السوري بالاكتفاء ببث الأخبار الواردة من وكالة الأنباء السورية «سانا» في النشرات الرئيسية، مع متابعة بث البرامج المعتادة. وصحيفة «الثورة»، التي ركزت على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تحت عنوان «حل الأزمة بإلغاء القرارات الأخيرة والعودة إلى الحوار»، وضعته خبراً ثالثاً على الصفحة الأولى، كتعبير عن موقف دمشق لرفض التدخل في الشأن اللبناني واعتبار ما يجري شؤوناً داخلية.
أما الصحافة الإلكترونية الإخبارية المستقلة فقد تطوعت للتحليل وإبداء الرأي بما يجري، فكتب رئيس تحرير موقع «سوريا الغد» مازن بلال «على من يدبّجون البيانات اليوم معرفة أن ما يحدث في لبنان بحاجة إلى أكثر من مجرد الاستعراض لأن ما يجري يظهر أجندة بدأت خلال حرب تموز عبر إزاحة الصراع باتجاه مذهبي».
وشن موقع «شام برس» هجوماً عنيفاً على أقطاب الأكثرية في لبنان: وليد جنبلاط وسعد الحريري وسمير جعجع. ونشر أكثر من عشرة مقالات ما بين خبر وتعليق عن ارتباط قوى 14 آذار بإسرائيل، فنقل عن مصادر في المعارضة اللبنانية قولها إن «العميل الإسرائيلي وسام الحسن، الذي كان يشرف على جهاز أمن سعد الحريري، فرّ إلى السفارة الأميركية في عوكر». وأضافت أن «القوى التي تسلّمت مكتبه اكتشفت وثائق تثبت تعامله المباشر مع إسرائيل».
موقع «دامس بوست» حاول أن يكون أقل عنفاً في هجومه عبر الاكتفاء بنقل أخبار منتقاة من الصحف والوسائل الإعلامية فأورد أنباء تكشف علاقة جنبلاط مع إسرائيل. كما نشر تحت عنوان «دعوة مشبوهة لـ.......الفتنة!!!» بياناً صادراً عن «مركز دراسات المعارضة السورية» للرد على المعارض السوري المقيم في لبنان مأمون الحمصي، معتبراً ما قاله «ادعاءات مسمومة» و«محاولة مكشوفة للتشكيك بمتانة اللحمة الوطنية في سوريا ولبنان».
وكانت أمانة «بيروت لإعلان دمشق» قد رأت أن الأحداث التي تشهدها بيروت وضواحيها هي «إعلان حرب طائفية بين حزب الله الشيعي والسنّة في المدينة، وحثّت علماء المسلمين السنّة في سوريا على تهيئة الشارع السوري لعصيان مدني»، من أجل الوقوف «في وجه المد الشيعي الفارسي».
ولاقت دعوة أمانة بيروت استياءً في الشارع السوري «لما تنطوي عليه من تحريض على الفتنة، في هذه الظروف الحرجة، التي يحتاج فيها الناس إلى التهدئة والتبصر»، حسبما قاله بائع الخضر أبو شريف وهو يتابع الأخبار في دكانه الصغير الكائن في حي المهاجرين الدمشقي، داعياً إلى الله «تثبيت العقل والدين لدى كل اللبنانيين وسائر أبناء الأمة العربية».