واشنطن ــ محمد سعيدوفور ورود الأنباء عن حسم حزب الله للوضع في بيروت، انهمك المسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي في بحث الوضع وألغى العديد من المسؤولين الأميركيين المعنيين بالسياسة الخارجية الأميركية في المنطقة ارتباطاتهم، فيما شددت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على أن «حزب الله لم يكن يعمل بمفرده عندما استولى مسلحوه على بيروت الغربية».
وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، في لقاء مع صحافيين تمت دعوتهم على عجل مساء الجمعة، إنه «من غير المحتمل أن يكون حزب الله قد اتخذ مثل هذه الخطوة المثيرة من دون أخذ نوع من الضوء الأخضر من إيران، نظراً للأخطار السياسية والعسكرية التي قد تترتب على ذلك».
كما أوضح فيلتمان، المسؤول المباشر عن ملف لبنان، أن «ظهور حلفاء سوريا اللبنانيين للمرة الأولى في شوارع بيروت لدعم حزب الله، يشير إلى أن دمشق أصبحت اليوم متورطة بشكل كبير».
وقال فيلتمان «نرى ما يجري أنه صراع سياسي أكثر من صراع جسدي»، مضيفاً أن معظم اللبنانيين لا يريدون العودة إلى الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان»، وموضحاً أن حكومة بوش تعتقد أن حزب الله «قضم أكثر من حجمه»، ويواجه الآن خطر استعداء جميع اللبنانيين الآخرين، بمن فيهم حلفاؤه المسيحيون المهمون. وقال «لقد تعرض حزب الله إلى ضرر سياسي كبير نتيجة ما قام به في الأسبوع الحالي».
وكانت إدارة جورج بوش قد أنفقت خلال العامين الماضيين أكثر من 1.3 مليار دولار لدعم حكومة السنيورة، منها نحو 400 مليون دولار مخصصة لدعم القوى الأمنية اللبنانية. وإلى جانب العراق وتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، كان لبنان يشكل نقطة مركزية في أجندة بوش في المنطقة، وخصوصاً في ما يتعلق بالترويج للديموقراطية.
وقال جيفري كيمب، الباحث في مركز نيكسون للسلام والعضو السابق في مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، «من الواضح أن بوش أصبح لديه الآن عنوانان رئيسيان. عليه أن يفسّر سبب غياب التقدّم في مسيرة السلام، والأزمة في لبنان التي قد تشهد انهيار حكومة السنيورة»، مضيفاً «تأتي هذه التطورات في وقت تحسّنت فيه الأوضاع في العراق ووصل فيه سعر برميل النفط إلى 126 دولاراً».
وقال أوغسطس ريتشارد نورتون، مؤلف كتاب «حزب الله: القصة القصيرة» والذي عمل مع الأمم المتحدة في لبنان، «وضعت الولايات المتحدة رأسمالاً كبيراً في لبنان لدعم الفريق الضعيف سياسياً وعسكرياً، إن مقاربة الولايات المتحدة مبنية على فكرة أن بإمكان طرف الهيمنة على الطرف الآخر وهذه ليست الطريقة المناسبة. هذا بلد تشكّل فيه السياسة التوافقية عنوان اللعبة وهذه هي طريقة إدارة المسائل».