strong>تتّجه الأنظار اليوم إلى واشنطن، حيث يحدّد «أصدقاء لبنان»، عبر مؤتمر هاتفي، التوجه الدولي الجديد للأوضاع في هذا البلد، وسط حديث عن إمكان التوجّه إلى الأمم المتحدة بناءً على التطورات السياسية والعسكرية على الأرض
تجري مجموعة «أصدقاء لبنان» اليوم مؤتمراً عبر الهاتف للتشاور بشأن الأوضاع الراهنة في هذا البلد، وسط حديث أميركي عن حل «قصير الأمد» وآخر «طويل الأمد» يتمثّل في تغيير الدور الذي يؤديه حزب الله، في وقت دعا فيه المرشّح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركيّة جون ماكاين الرئيس الأميركي جورج بوش إلى اتخاذ إجراءات ضد سوريا.
وأعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية أن مشاورات دولية كثيفة ستجري الاثنين بشأن لبنان بعد الاجتماع الاستثنائي لجامعة الدول العربية. وقال إن مجموعة «أصدقاء لبنان»، التي تضم 15 بلداً ومنظمات دولية، «قررت عقد مؤتمر عبر الهاتف الاثنين لتقويم المرحلة التي بلغناها بعد الاجتماع الاستثنائي للجامعة العربية». وأضاف «بعد ذلك، ندرس إمكان إجراء مشاورات في نيويورك في إطار مجلس الأمن».
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، غوردون جوندرو، إن «أول ما نريد أن نراه هو إنهاء العنف ضد الشعب اللبناني». وأضاف إن «قلقنا المرتبط بحزب الله لم يتغير»، موضحاً أن الحزب «لا يزال قوة تسبب زعزعة للاستقرار بمساندة داعمتيه إيران وسوريا».
قال جوندرو إنه «من المبكر» الحكم على أي تسوية لإنهاء العنف، لكنه أشار إلى «حلول قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد». وأضاف إن «حلّاً أخيراً طويل الأمد في نهاية المطاف يقضي بوجود خيار واحد لحزب الله: إما أن يكون حزباً سياسياً أو منظمة إرهابية. لكن عليه التخلّي عن محاولة أن يكون الاثنين معاً». وأعرب جوندرو عن «ارتياح» واشنطن «لأن القوات المسلحة اللبنانية خارج (النزاع) وتخضع لسلطة الحكومة اللبنانية ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة وتحاول إعادة النظام إلى الشوارع». وأضاف «نأمل أن يستمر ذلك».
بدوره، دعا المرشح الجمهوري جون ماكاين الرئيس الحالي جورج بوش إلى اتخاذ إجراءات «فورية» للضغط على سوريا على خلفية القتال الذي «أهان» الحكومة اللبنانية، معتبراً أن استيلاء حزب الله على أجزاء من بيروت يزيد من جرأة إيران واحتمال شن هجمات ضد إسرائيل.
ووصف ماكاين، في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، ما يجري في بيروت بأنه «وضع خطير جداً». وشدّد على أن «استيلاء مقاتلي حزب الله المدعوم من الإيرانيين والسوريين على أجزاء من بيروت الغربية يتطلب فعلاً فورياً». لكنه أوضح أن ما يعنيه هو تحرك دبلوماسي وليس مبادرة عسكرية. ورأى أن على بوش أن يسعى إلى مشاركة أكثر كثافة من جانب الأمم المتحدة، التي تملك قوة صغيرة لحفظ السلام في جنوب لبنان، من أجل الضعط على سوريا والعمل مع بلدان أخرى من أجل مصالح لبنان.
بدورها، عبّرت الحكومة البرازيلية عن «دعمها الحازم» للحكومة اللبنانية ودعت القوى السياسية فيه إلى الامتناع عن استخدام القوة. وجدّدت، في بيان لها، تأكيد دعمها «جهود المجموعة الدولية الرامية إلى إخراج لبنان من مأزقه السياسي بناءً على مبادرة الجامعة العربية».
وفي روما، دان البابا بنديكتوس السادس عشر «المواجهات المسلّحة في لبنان»، داعياً «اللبنانيين إلى التخلّي عن أعمال العنف التي تقود البلد إلى ما لا يمكن إصلاحه»، وحثّهم على الحوار.
وقال البابا، في كلمة له أمام آلاف المؤمنين الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، «حتى وإن كان التوتر قد تراجع في الساعات الأخيرة، فأنا أحثّ اللبنانيين على التخلّي عن أعمال العنف التي تقود هذا البلد العزيز إلى ما لا يمكن إصلاحه». وأضاف إنّ «على لبنان أن يعرف كيف يستجيب بشجاعة إلى قدره بأن يكون بالنسبة إلى الشرق الأوسط والعالم رمز إمكان التعايش السلمي بين الطوائف المختلفة».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)