أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، أمس، وجود مشاورات بين طهران والرياض في شأن لبنان. وقال، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن المشاورات «كانت موجودة من قبل وهي مستمرة إلى الآن وهي تجري على مختلف المستويات وبشأن قضايا إقليمية، ومن بينها لبنان».ورأى حسيني أن اتهام بلاده بالتدخل في شؤون لبنان «لا أساس له وأن طهران تسعى لإيجاد وإقامة علاقات سياسية متوازنة مع كل المجموعات اللبنانية». وقال إن بلاده تعتبر أن حل الأزمة اللبنانية «يكون داخلياً ولبنانياً»، مشدّداً على أنه «لا يمكن اتخاذ قرار بدلاً عن الشعب اللبناني». وأشار إلى أن «بعض الدول المؤثرة في لبنان اكتفت بممارسة الدور المشرف على تطبيق سياسة أميركا وإسرائيل فيه».
وأضاف حسيني أن بلاده «تعتقد بأن نظرية الوحدة الوطنية تعدّ حلاً مناسباً للبنان، ومن خلال التفاهم والمحادثات الداخلية يمكن إدارة الوضع الراهن بالشكل المطلوب، وأن إيران ترحب بأي خطوة بإمكانها أن تقدم حلاً مناسباً للخروج من المأزق الراهن ومستعدة أن تستخدم طاقاتها في هذا المجال». وقال إن «الكيان الصهيوني يسعى من خلال إثارة الفتن ودعم بعض الدول مثل أميركا لأن يحقق أهدافه التي فشل في تحقيقها في ظل حرب تموز عام 2006».
ورأى المتحدث الإيراني أن الإعلام الأميركي والإسرائيلي «منشغل ببث الفرقة ويحاول ربط الأوضاع الحالية للبنان بما يطلقون عليه من اسم نزاعات طائفية وعرقية، في الوقت الذي لا يرى فيه أي مراقب منصف الأوضاع هكذا». وقال إن بلاده «حذرت مرات عديدة من أن أميركا والكيان الصهيوني يسعيان لإبقاء أجواء لبنان متأزمة، وبتدخلهما الفاضح يحولان دون توصل الفرقاء اللبنانيين إلى تفاهم شامل ومن دون تحقيق الوفاق الوطني في هذا البلد، وبالتالي من دون تحقيق الاستقرار الداخلي».
بدوره، قال رئيس تيّار المحافظين في مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إن «الهدف من اتخاذ الحكومة اللبنانية قرار إزالة شبكة اتصالات حزب الله هو إما لضرب حزب الله وفرض العزلة عليه أو إنه يهدف إلى القيام بمغامرة جديدة».
وأشاد لاريجاني بأداء حزب الله، مشيراً إلى أنه «تجاوز الخلاف بين السنة والشيعة، بل إن الخلاف يدور بين تيار وطني وآخر أميركي». واستبعد قيام إسرائيل بـ«مغامرة جديدة على لبنان بسبب المشاكل العديدة التي يواجهها هذا الكيان في الداخل».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)