واشنطن ــ محمد سعيداقترب المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية، باراك أوباما، من الحصول على ترشيح حزبه بعد نجاحه في انتزاع المزيد من أصوات المندوبين الكبار، ليتقدّم على منافسته هيلاري كلينتون بعد حصوله أوّلأ من أمس على أربع أصوات جديدة من المندوبين الكبار، عدا عن تسعة كانوا قد أيدوه من قبل، ما مكنّه للمرة الأولى منذ بدء الانتخابات التمهيدية من التفوق على هيلاري بعدد المندوربين الكبار.
وطبقا لآخر الإحصاءات، فقد حصل أوباما على تأييد 275 من المندوبين الكبار مقابل 271 مندوباً كبيراً لهيلاري. فيما أحرز أوباما على تأييد 1588 من المندوبين الملتزمين بالتصويت له في مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي سيعقد في دينفر في ولاية كلورادو في أواخر آب المقبل، بينما أحرزت هيلاري 1426 من المندوبين الملتزمين بالتصويت لها.
وجاء هذا التطوّر في أعقاب فوز أوباما الساحق في الانتخابات التمهيدية في ولاية نورث كارولينا يوم الثلاثاء الماضي، وخسارته بهامش ضئيل في ولاية إنديانا. ووصف محلّلون تفوّق أوباما بأنه «يمثّل نقطة تحوّل هامة على طريق الوصول إلى نهاية السباق في الانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية الأميركية»، وهو تطوّر من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى تراجع فرص هيلاري، والتى تمكنت في وقت ما من الحصول على مركز متقدّم من جانب المسؤولين في داخل الحزب الديموقراطي وخارجه.
من جهته، رحّّب أوباما بهذا التطور قائلاً «أعتقد أن تحرّك المندوبين الكبار في اتجاه معسكرنا يعتبر علامة مشجعة تعكس تقدماً مهماً من جانبنا، وأعتقد أيضاً أن المندوبين الكبار يتطلعون إلى الوصول لتسوية لهذا السباق في أسرع وقت، كي نكون قادرين على تكثيف الجهود والبدء في الحديث عن المنافس الآخر».
غير أن هيلاري، التي تتعرّض لضغوط إعلامية وحزبية كبيرة للتنحي عن مواصلة حملتها، كرّرت وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون يوم الخميس الماضي تعهدهما بالمضي للنهاية «إلى أن يختار الحزب مرشحه».
وقال المحلّل السياسي لصحيفة «نيويورك تايمز»، ديفيد بروكس، إن كلينتون «تستطيع أن تقول إنها المرشح المفضل ولكن الأمر قد انتهى». وأكّد أن أوباما، وإن كان يحظى بتقدم كبير، إلا أنه ليس بمقدوره هو أو منافسته أن يحصل على ترشيح الحزب الديموقراطي من دون الحصول مقدماً على تأييد المندوبين الكبار الذين يمثلون 20 في المئة فقط من اجمالي المندوبين.
إلى ذلك، نفى مدير الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية التي تتخذ من بروكسل وواشنطن مقراً لها، روبرت مالي، أن يكون قد عمل مستشاراً متفرغاً لشؤون الشرق الأوسط لحملة أوباما.
وكانت تقارير صحافية ذكرت أن مالي، الذي شغل منصب مدير الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، قد استقال من هيئة مستشاري أوباما للسياسة الخارجية.
وقال مالي إنه «لم يكن أبداً مستشاراً لأوباما»، مؤكداً أنه «لم يسبق له لقاء أوباما أو أي من مستشاريه، وأن كل ما في الأمر أن مراسلات عبر البريد الإلكتروني تتم بين الحين والآخر للاطلاع على رأيه في بعض القضايا الخاصة بالمنطقة».
وقد انتشر خبر تخلي مالي عقب تسرب معلومات عن عقده عدة لقاءات مع أعضاء في حركة «حماس». غير أن مالي قال إن عمله في مجموعة الأزمات الدولية يحتم عليه أن يلتقي بالعديد من الأشخاص من مختلف الاتجاهات، مؤكداً «إنني لم أخف أبداً هذه الحقيقة».