بغداد ــ الأخباروقال وكيل وزارة الصناعة والمعادن لشؤون التنمية والاستثمار، عادل كريم، وهو المشرف على إعادة جسر الصرافية، إنّ «الكلفة التقديرية لإعادة بنائه قُدّرت بثمانية مليارات دينار (6.6 ملايين دولار)». وأشار إلى أنّ جزءاً من كميات الحديد الداخلة في بناء الجسر تم شراؤها من دول الجوار، وتقدّر بـ800 طنّ من أصل الوزن التقريبي للجزء المتضرر الذي قدّر بـ1200 طن».
وكان الجسر قد تعرّض للقصف في حرب 1991، وتمّ إصلاحه في فترة وجيزة، بينما جرت الاستفادة من حديد الأجزاء المخصَّصة لعبور القطار، في إنشاء جسر الطابقين في الكرادة، الذي استغرق انشاؤه ستة أشهر «في ظروف الحصار».
ويُعدّ الجسر من أجمل جسور العاصمة قاطبة وأقدمها، فهو يتألف من 7 فضاءات بطول 80 متراً لكلّ فضاء، ما عدا فضاءين يختلف طولهما. أمّا طول الجسر فوق النهر فيبلغ 450 متراً وعرضه 6 أمتار، إضافة إلى الممرّ الخاص بالمشاة والدراجات الهوائية بعرض يقارب مترين.
ولعلّ ميزة الجسر الطريفة، أنّه ظلّ من غير تسمية مستقرّة. ففي تاريخه سُجّل العديد من التسميات، أشهرها جسر الصرافية والجسر الحديدي، فيما كانت غالبية العراقيّين من خارج العاصمة تسمّيه جسر القطار.
ويقع جسر الصرافية في المنطقة التي تفصل بين منطقة العطيفية في جانب الكرخ ومنطقة الوزيرية في الرصافة، ويُعدّ من الجسور الحيوية في العاصمة بغداد.
وكانت شركة «هولو» البريطانية قد باشرت في نهاية عام 1946 بإنشاء جسر الصرافية
الحديدي، الذي يربط ما بين العطيفية بالقرب من جامع براثا في الكرخ، والوزيرية في الرصافة. ولكن وثبة الشعب الكبرى ضدّ معاهدة بورتسموث عام 1948 والمواجهات الدامية ما بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي ذهب ضحيتها عدد من شباب العراق، عرقلت خطط التشييد لفترة طويلة، حتى عاودت الهيئات العاملة فيه استكماله، وافتتح في عهد حكومة جميل المدفعي في نهاية عام 1952، حيث شاهد الجمهور، للمرة الأولى في العراق، عبور القطار الذي يزيّن جانبيه شعار «س ح ح ع» أي «سكك حديد الحكومة العراقية»، من على هذا الجسر.
ويوجد في بغداد حالياً 12 جسراً هي: الأئمة والأعظمية والشهداء والجمهورية والأحرار والسنك و14 تموز والجادرية وذو الطابقين والرشيد والحديد (شمال بغداد)، بالإضافة إلى جسر الصرافية، وهو يربط ضفّتي نهر دجلة.
وتعمل شركات عديدة في إعمار الجسر للانتهاء من اللمسات الأخيرة لافتتاحه، ومنها شركة «فاو» الهندسية العامة المكلّفة إعادة إعمار جسر الصرافية و«شركة المعدات الهندسية الثقيلة»، و«ابن ماجد»، و«الشركة العامة لصناعة السيارات»، و«المعهد المتخصص للصناعات الهندسية»، بالإضافة إلى تكليف المكتب الاستشاري للجامعة التكنولوجية تقديم الاستشارات الفنية وتكليف المركز الوطني للمختبرات الإنشائية التابع لوزارة الإعمار القيام بفحوصات التقويم الإنشائي.
ويترقب المواطنون عن كثب افتتاح هذا الجسر، ليعود هذا المعلم التراثي الجميل الذي افتقده البغداديون طوال عام كامل إلى حضن بغداد من جديد.