strong>مما لا شك فيه أن المُعارض السوداني، الشيخ حسن الترابي، هو أحد العناصر الأساسية في المشهد السياسي في البلاد، حيث حقّق رقماً قياسياً في عدد المرَّات التي سيق فيها إلى السجون، رغم دوره السابق كمُنظِّر فكري لحكومة عمر حسن البشير الإسلامية
اعتقلت قوات الأمن السودانية، أمس، الزعيم الإسلامي المُعارض حسن الترابي، وما لا يقل عن أربعة من قياديي حزبه «المؤتمر الشعبي»، فيما قالت وزارة الداخلية إن الحكومة أعادت فرض حظر تجوّل لأجل غير مسمَّى على ضاحية أم درمان الغربية، بعد يومين من مهاجمة متمرّدي دارفور للعاصمة.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية، لوكالة «رويترز»، «أعدنا الآن فرض حظر التجوّل في أم درمان.. ليس معروفاً إلى متى». وأضاف أن قوات الأمن لا تزال تُفتّش عن متمرّدين من حركة العدل والمساواة في المنطقة.
وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن القوات السودانية تشن حملة مطاردة في العاصمة والمناطق المجاورة، حيث ضبطت أسلحة ومتفجرات.
في المقابل، أعلن زعيم حركة العدل والمساواة، خليل إبراهيم، أنه سيشن مزيداً من الهجمات على الخرطوم حتى تسقط الحكومة.
وفي اتصال هاتفي عبر الأقمار الاصطناعية، قال إبراهيم إن «هذه مجرَّد البداية لعملية، وإن النهاية ستكون بانتهاء هذا النظام». وأضاف «لا تتوقّعوا هجوماً واحداً آخر.. هذه مجرد البداية». وأوضح أنه يتحدّث من أم درمان، الضاحية الغربية للخرطوم التي استهدفها الهجوم، وتقع في مواجهة قلب العاصمة على الضفة المقابلة من النهر مباشرة.
ووصف إبراهيم الزعيم الإسلامي حسن الترابي بأنه «شخص مزعج»، وأنه «لا يعرف شيئاً عن الهجوم على الخرطوم».
من ناحيته، أعلن قائد هيئة أركان حركة العدل والمساواة، سليمان سندال، لوكالة «فرانس برس»، «أنا الآن في أم درمان حيث توجد أيضاً قواتنا». وتساءل سندال عن اعتقال الترابي، مشيراً إلى أنه «لا علاقة له بحركتنا، إنه مدني وزعيم حزب مدني».
لكنّ وكيل وزارة الشؤون الخارجية، مطرف صديق، أعرب عن شكّه في أن إبراهيم كان في أم درمان، مشيراً إلى أن «الحكومة تعلَّمت بعض الدروس، وستكون أفضل استعداداً لو تجرّأ إبراهيم على شنّ هجوم آخر».
في هذه الأثناء، قال مساعدون لزعيم حزب المؤتمر الشعبي المُعارض، إن حكومة الرئيس عمر حسن البشير، ألقت القبض على الترابي وأربعة على الأقل من كبار أعضاء حزبه، أمس.
وقال الأمين الشخصي للترابي، عوض بابكر، إن «قوات الأمن جاءت في ساعة مبكرة من صباح أمس، وألقت القبض على الترابي».
وأوضح ابن الترابي أن قوات الأمن ألقت القبض على والده في منزله، بعد نحو ساعة من عودته من مؤتمر عقده حزب المؤتمر الشعبي في ولاية سنار القريبة.
كما أعلنت زوجة القيادي في حزب الترابي، بشير آدم رحمة، السيدة إسراء البشير، لوكالة «فرانس برس» من الخرطوم، أن «قوات الأمن حضرت إلى منزلنا هذا الصباح واعتقلت زوجي بشير»، مضيفة «علمنا أنهم اعتقلوا أيضاً حسن الترابي وثلاثة على الأقل من كبار أعضاء حزب المؤتمر الشعبي».
وسبق أن نفى الترابي، الذي كان مُنظِّر نظام الرئيس البشير وبات عدوّه اللدود، أي علاقة بحركة العدل والمساواة، لكنّه أقرّ بأن لديه شيئاً من النفوذ عليها، علماً بأنه كان قد أشاد في حديث صحافي عام 2006 بحركة العدل والمساواة، مؤكداً أنه يشاطرها مشروعها إقامة ديموقراطية إسلامية في السودان.
والمعروف أن الترابي، الذي ساند انقلاب البشير في عام 1989، قد اختلف معه في عام 2000، إثر اتفاق الحكومة السودانية مع إقليم الجنوب. ودخل الرجل السجن مرات عديدة بسبب معارضته لسياسة الحكومة.
وكان المتمرّدون قد تقدَّموا بسرعة خاطفة على مسافة 600 كيلومتر من الصحراء والأراضي التي تنتشر فيها الشجيرات، ليهاجموا ضاحية أم درمان في غرب الخرطوم، يوم السبت، فيما قال أحد زعمائهم إنها محاولة للاستيلاء على السلطة.
(أ ف ب، رويترز)