إرسال المدمّرة «كول» للضغط على سوريا... وإيران مصدر عدم الاستقرار محمد سعيددان الرئيس الأميركي جورج بوش بشدة «الجهود الأخيرة لحزب الله وجهود رعاته الأجانب في طهران ودمشق الرامية إلى استخدام العنف والترهيب لإخضاع حكومة وشعب لبنان لمشيئتهم». وحذّر، في بيان عشية مغادرته واشنطن في جولة إلى المنطقة، من أن «المجتمع الدولي لن يسمح للنظامين الإيراني والسوري، عبر وكلائهما، بإعادة لبنان إلى هيمنة الخارج وسيطرته». وجدد بوش دعمه لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وقال إن «الولايات المتحدة الحريصة ستواصل دعمها الثابت لحكومة لبنان بقيادة رئيس الوزراء السنيورة ضد هذا الجهد الذي يهدف إلى تقويض مكاسب السيادة والاستقلال التي حققها الشعب اللبناني في السنوات الأخيرة». وأضاف أن «الولايات المتحدة، من أجل ضمان سلامة وأمن شعب لبنان، ستواصل مساعدتها للقوات المسلحة اللبنانية للتأكد من أنها قادرة على الدفاع عن الحكومة اللبنانية والحفاظ على مؤسساتها».
وقال بوش: «من الضروري أن يتكاتف المجتمع الدولي لمساعدة الشعب اللبناني في ساعة شدته»، مشيراً إلى أنه سيغتنم فرصة زيارته إلى المنطقة التي تبدأ اليوم لإجراء مشاورات مع قادتها «لتنسيق الجهود لدعم الحكومة اللبنانية وتطبيق قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تسعى إلى تعزيز سيادة لبنان ضد المحاولات الخارجية لزعزعة الاستقرار والتدخل»، مشيراً إلى أن من بين تلك القرارات قراري مجلس الأمن 1559 و 1701.
وأكد الرئيس الأميركي، في بيانه، أن «اللبنانيين قدّموا كثيراً من التضحيات دفاعاً عن حريتهم، وستستمر الولايات المتحدة في دعمهم ضد هذا الهجوم الجديد الذي يستهدف استقلالهم وأمنهم».
وفي مقابلة مع قناة «بي بي سي العربية»، اتهم بوش حزب الله بزعزعة استقرار لبنان والعمل ضد مصالح شعبه. وقال: «إن الولايات المتحدة تساعد الجيش اللبناني كي يصبح قوياً بما فيه الكفاية للتعامل مع الجناح العسكري لحزب الله. ولا أستطيع أن أرى إمكان قيام مجتمع بوجود فصيل مسلح فيه»، مشدداً على «أن نجاح لبنان يعد مسألة بالغة الأهمية لعملية السلام في الشرق الأوسط».
وأضاف الرئيس الأميركي أن حزب الله «يتحرك ضد الشعب اللبناني لا ضد أي دولة أجنبية، وهذا التحرك يجب أن يوجّه رسالة إلى الجميع بأن هذا الحزب هو قوة مزعزعة للاستقرار، والخطوة الأولى للتعامل معه هي ضمان امتلاك حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة القدرة للرد عن طريق جيش فعّال».
وشدد بوش على أن حزب الله «لا يساوي شيئاً من دون دعم إيران»، التي اعتبرها «مصدر الكثير من أجواء عدم الاستقرار في الشرق الأوسط»، كاشفاً عن أن الولايات المتحدة ستوفد أحد كبار قادتها العسكريين إلى لبنان لتقدير حجم الدعم الذي تحتاج إليه حكومة السنيورة. وهدد بفرض عقوبات على إيران وسوريا لمنعهما من الاستمرار في تقديم الدعم لحزب الله، رافضاً التفاوض معهما بهذا الشأن.
وفي مقابلة مع تلفزيون «العربية» السعودي، رأى بوش أن تحرك المدمرة الأميركية «يو اس اس كول» قبالة السواحل اللبنانية، «جزء من التدريبات الروتينية التي خُطِّط لبرامجها سلفاً». وأضاف أن وجود هذه المدمرة «يمثّل الطريق الأمثل لضمان الاستقرار ودفع الديموقراطية قدماً في لبنان والضغط على سوريا إلى حين تعزيز قدرات الجيش اللبناني حتى يكون قادراً على الاستجابة لمتطلبات الحكومة وتولي المهام المنوطة به في حماية الشعب». وأشار إلى «عدم رضاه عن أداء الجيش في لبنان».
وفي مقابلة مع صحافيين إسرائيليين في واشنطن، جدد بوش دعمه لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، مؤكّداً أن التحقيق الذي يتعرض له للاشتباه بتورطه في قضية فساد لن يعوق محادثات السلام.
وشدّد بوش على أن «الرؤية بإقامة دولة فلسطينية هي رؤية قوية ومهمة للغاية بالنسبة إلى وجود إسرائيل، وأعتقد أن أمامنا فرصة للتوصل إلى شيء ما». وقال: «هذه ليست خطة أولمرت. هذه خطة الحكومة. (وزيرة الخارجية الإسرائيلية) تسيبي ليفني تقود المفاوضات (...) و(وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود) باراك يشارك فيها».
وفي الملف الإيراني، أعلن الرئيس الأميركي أن «كل الخيارات لا تزال مطروحة». وقال: «هناك احتمال كبير بوضع هيكلية تسمح بحل دبلوماسي» لمسألة وقف البرنامج النووي الإيراني. وأضاف: «بكلمات أخرى، اللجوء إلى العقوبات والضغوط والعقوبات المالية ومجموعة ضغوط تكون إطاراً يوفر مشاركة دول أخرى. كما قلت، كل الخيارات مطروحة».