strong>أعلنت «جبهة الجهاد والتغيير»، وهي تضمّ أكبر التنظيمات الإسلاميّة المقاومة في العراق، أمس، أنّها على استعداد للدخول في تحالف مع أي قوّة سياسية، حتى لو كانت يساريّة أو قوميّة أو علمانية، يكون مشروعها إنهاء الاحتلال وتحرير بلاد الرافدين
بغداد ـــ الأخبار
في لقاء نادر للأمين العام لـ«جبهة الجهاد والتغيير»، مع الشبكة الإلكترونية «أنا المسلم»، أطلقت عليه لقب «سماحة» من دون أن تذكر اسمه، أكّد القائد في المقاومة أنّ التحالف «ممكن مع قوى قومية أو علمانية أو يسارية». كما اعترف بحصول «اختراقات أصابت العملية الجهادية وخلقت نوعاً من التعطيل»، لكنه أضاف أنّ «هذه المرحلة ستكون أكثر تنظيماً وأمضى تأثيراً في العدوّ بعد تجاوز السلبيّات». وانتقد بعض الدول العربية لموقفها من العراق، واتهمها بأنها ساعدت القوات الأجنبية على غزو بلاده. كما انتقد إيران مشيراً إلى أن لها دوراً كبيراً في مساعدة واشنطن، لكنها الآن «تستغل ضعف الموقف الأميركي في العراق لإثارة مشاكل أمنية للجنود الأميركيين ومحاولة إفشال مخطط واشنطن على الساحة العراقية، في محاولة ابتزاز لإمرار مشاريعها».
ونفى «سماحة» أن تكون المقاومة وراء العديد من التفجيرات، ملقياً المسؤولية في ذلك على قوّات الاحتلال، التي «أرادت الإساءة إلى العملية الجهادية، وراحت تفجّر السيارات المفخَّخة وتزرع العبوات في المناطق الآهلة بالسكان، لإحداث فجوة بين الشعب والمجاهدين».
يُذكَر أنّ الجبهة تضمّ 8 فصائل مسلَّحة، هي «كتائب ثورة العشرين»، «جيش الراشدين»، «جيش المسلمين» في العراق، «الحركة الإسلامية لمجاهدي العراق»، «سرايا جند الرحمن»، «سرايا الدعوة والرباط»، «كتائب التمكين» و«كتائب محمد الفاتح»، وهي جميعها تنظيمات مقاومة سنّية غير تكفيريّة ضدّ الشيعة وتميل إلى الاعتدال، ولم تمنع أنصارها من المشاركة في دورات الانتخابات التي حصلت منذ احتلال بلاد الرافدين.
على صعيد آخر، شكّك مراقبون في إمكان تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين «جيش المهدي» وقوات الاحتلال والحكومة في مدينة الصدر، في ظلّ تجدُّد الاشتباكات التي أوقعت أمس 11 قتيلاً، واستئناف حملة الاحتلال على المعقل الثاني للصدريين في مدينة الشعلة، التي لم يشملها الاتفاق.
وطلبت آمرية «جيش المهدي» في المدينة الاستجابة لدعوة مقتدى الصدر بالتزام الاتفاق، و«رفع العبوات الناسفة وإنهاء المظاهر المسلّحة». كما أفاد مدير إعلام مكتب الصدر في الرصافة، أبو حوراء، بـ«أن المكتب تسلّم نسخة من بيان السيد مقتدى الصدر، وسيبدأ فوراً التنفيذ الفعلي على أرض الواقع لبنود الاتفاقية».
غير أنّ بعض القادة العسكريين شككوا في التطبيق الفعلي للاتفاق، وأكد أحدهم، ويُدعى أبو أحمد، لـ«الأخبار»، أنّ «آمرية الجيش لم تتسلّم نسخة من بيان السيد مقتدى الصدر»، وتنتظر «ظهور السيد الصدر على التلفاز»، لأنها تخشى من أن «تكون هذه الاتفاقية تهدف إلى تصفية جيش المهدي». وأشار القائد الميداني إلى «أن هناك عدم ثقة لدى جيش المهدي بالحكومة وإجراءاتها وصدقيتها في تنفيذ الاتفاقية، ونخشى من أن يتكرر ما حدث في كربلاء، بأن تُنفَّذ حملة اعتقالات واسعة بحقّ أتباع التيار».
وأكّد مواطنون في المدينة، لـ«الأخبار»، أنّ «هناك مجموعات في جيش المهدي تتعارض مصلحتها مع الاتفاقية، لأنهم مطلوبون للعدالة»، وأنّ بيان الصدر «سيوضح من هم حقاً عناصر جيش المهدي ومن هم الداخلون عليه».
إلى ذلك، دخلت عملية «زئير الأسد»، التي تشنّها قوات الاحتلال والقوات العراقية على «تنظيم القاعدة» في محافظة نينوى الشمالية، يومها السادس، فيما أكدت سلطات إقليم كردستان دعمها للعملية، وأن قوات «البشمركة» لا تشارك فيها.
وسقط خمسة عراقيين بأعمال عنف متعددة في أنحاء عديدة من بلاد الرافدين. وأعلنت مصادر عسكرية تركية مقتل 11 مقاتلاً كرديّاً في عمليات للجيش خلال اليومين الماضيين في شمال العراق.