نيويورك ـ نزار عبودفشلت الاتصالات الفرنسية ـــــ الأميركية ـــــ البريطانية في بلورة أي تحرك حقيقي في مجلس الأمن الدولي أمس. واقتصرت على الحوار في المجالس الخاصة. فالوضع الداخلي جعل القوى الغربية مرتبكة، بينما تعارض الدول الأخرى في المجلس، ولا سيما التي لها قوات في جنوب لبنان، أيّ عمل قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها.
وشنّ مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن زلماي خليل زاد هجوماً على المعارضة اللبنانية وتوعد باتخاذ إجراءات ضدها بسبب ما وصفه بالعنف «ضد شعب لبنان وحكومته» من قبل حزب الله. وقال «نعتقد أن من المهم أن يتخذ المجلس عملاً بعد استخدام حزب الله العنف ضد الشعب والحكومة في لبنان. هذا عمل غير مقبول، ولا ينبغي تقديم المكافأة عن ذلك العمل والإذعان له. نتشاور حول ما هو الشكل المناسب لكي يتخذه المجلس. ونؤمن بضرورة اتخاذ عمل مناسب». وأضاف خليل زاد «نريد أن يأتي القرار بأسرع ما يمكن، ولا أستبعد أن يتم ذلك في وقت قريب، ربما غداً». وتابع أن «المشاورات لا تزال تجري خارج المجلس للاتفاق على العناصر».
نائب المندوب الروسي، قسطنطين دولغوف، نفى أن تكون فرنسا أو الولايات المتحدة أجرت أي اتصالات بشأن بيان أو قرار حتى الآن. وقال إنه «سمع بأن هناك مشاورات لكنها لا تزال تجري على مستوى ضيق».
مصدر دبلوماسي آخر استبعد أن يتوصل المجلس إلى أي نوع من الاتفاق بالنظر إلى أن «أعمال العنف توقفت في لبنان». ورأى أن «أي تحرك مسيء في داخل المجلس قد يسبّب فوضى لا ترغب فيها الدول، ولا سيما أن المعارضة لم تقدم على أي انقلاب فعلي، وسلمت الأمور إلى القوات المسلحة اللبنانية». ورجح أن يترك الأمر للمشاورات التي تجري باتجاه تأييد المبادرة العربية وانتظار نتائجها.
من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن الأميركيين يودون أن يصدر قرار يفرض عقوبات لا تقتصر على المقاومة وسلاحها، بل تمتد لتنتقد سوريا وإيران وتتهمهما بالتورط في لبنان، غير أن فرص النجاح في صدور القرار تبقى ضئيلة.