للمرّة الأولى منذ انتهاء العهد السوفياتي، استعرضت موسكو صواريخها النووية ودباباتها في الساحة الحمراء. استعراض ترافق مع تحذير الرئيس الروسي الجديد ديمتري ميدفيديف من نشوب «نزاعات مسلّحة» نتيجة «طموحات غير مسؤولة».وشاركت فرق موسيقية عسكرية وثمانية آلاف جندي في العرض العسكري، و111 قطعة من المعدات العسكرية المجنزرة ذات العجلات، و32 طائرة ومروحية، رافقها استعراض للأسلحة الثقيلة، بينها صواريخ «توبول ـ أم» البالستية و«دبابات تي ـ 90».
وأوردت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي»، أن العرض العسكري كان مقسماً إلى قسمين: تاريخي ومعاصر، شارك فيه آلاف العناصر ومئات القطع. وتضمّن الجزء التاريخي من الاستعراض حمل ضباط وجنود يرتدون بزّات عسكرية من عهد الحرب الوطنية العظمى، عشر رايات للجبهات و45 راية حربية لوحدات وفرق مختلفة.
وشاركت في استعراض المشاة أكثر من 40 مدرسة حربية عليا ووحدات مختلفة، بينها 14 مؤسسة تعليمية حربية، و19 وحدة تابعة لوزارة الدفاع الروسية ووزارتا الداخلية والطوارئ.
بعدها، دخلت الساحة الحمراء الآليات الحربية، ثم حلقت طائرات ومروحيات سلاح الجو بعد انقطاع دام أكثر من سبعة عشر عاماً. وسارت في الرتل الآلي من الساحة سيارات عسكرية وناقلات جنود وعربات مدرعة ودبابات ومدافع ميدان ذاتية الحركة ومدافع «هاو تزر» ذاتية الحركة، ومنظومات مدفعية صاروخية مضادة للجو، وراجمات صواريخ ومنظومات صواريخ ومنصات إطلاق صواريخ وصواريخ «توبول».
أما في القسم الجوي من العرض، فقد افتتحت ثلاث مروحيات من طراز «مي ـ 8» بأعلام روسيا الاتحادية والقوات المسلحة الروسية وسلاح الجو الروسي، تبعتها مجموعة من الطائرات.
وفي أوّل عرض عسكري يشارك فيه بوصفه رئيساً للبلاد، حذّر ميدفيديف من «الطموحات غير المسؤولة»، التي قال إنها يمكن أن تؤدّي إلى نشوب حروب في قارات بأكملها. وهاجم السياسة الأميركية الخارجية والدعم الغربي لاستقلال كوسوفو، منتقداً «نوايا التدخّل في شؤون الدول الأخرى وخصوصاً إعادة ترسيم الحدود».
وأوضح ميدفيديف أن «قصة الحربين العالميتين تظهر أن النزاعات المسلحة لا تنشأ من تلقاء نفسها، بل يثيرها أولئك الذين تتغلب طموحاتهم غير المسؤولة على مصالح بلدان وقارات بأسرها، ومصالح ملايين الأشخاص». ودعا إلى «التعامل بأكبر قدر من الجدية مع كل المحاولات لنشر الحقد العرقي أو الديني، وتحريك عقيدة الرعب والتطرف وإرادة التدخّل في شؤون دول أخرى، وخصوصاً إعادة النظر في الحدود».
ووقف ميدفيديف إلى جانب سلفه فلاديمير بوتين الذي أصبح رئيساً للوزراء، أمام ضريح لينين الذي ظهرت صورته على لوحة خلفية عملاقة كتب عليها تاريخ 9 أيار 1945.
وسادت الأجواء الاحتفالية شوارع موسكو في هذا اليوم الذي يعدّ أحد أيام العطل المفضلة لدى الروس. وبعد توقّف للعروض العسكرية الذي دام 18 عاماً، تطلّب عرض الأسلحة الروسية الضخمة في العاصمة موسكو استعدادات هائلة. فقد أعيد رصف شوارع الساحة الحمراء استعداداً لسير الدبابات وغيرها من العربات المحملة بالمعدات الثقيلة، فيما أفادت صحيفة «كومرسانت»، أنه جرى تقوية قطارات الأنفاق للحيلولة دون انهيارها. وتم نشر 12 طائرة حربية لتنقية سماء موسكو، مستخدمة تكنولوجيا تحويل الغيم إلى مطر.
(يو بي آي، أ ف ب)