تسابق الجنود الصينيون وعمال الإطفاء والمدنيون على إنقاذ أكثر من 30 الف شخص دفنوا تحت أنقاض المباني، بحثاً عن أي بادرة حياة وسط مشاهد الدمار التي غطت مساحات شاسعة من إقليم سيشوان الجنوبي الغربي، فيما ارتفع عدد القتلى في أقوى زلزال ضرب الصين منذ عشرات السنين إلى نحو 15 ألفاً. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، أن عدد القتلى بلغ 14866، وأن أكثر من 30 ألفاً لا يزالون مدفونين تحت أنقاض مدارس ومصانع ومبان أخرى دمّرها زلزال الاثنين الماضي الذي بلغت قوته 7.9 درجات.وفي مدينة ميان يانغ، جاب السكان ساحة ألعاب رياضية تضم مشرّدي الزلزال وهم يحملون لافتات كتبوا عليها أسماء أقاربهم المفقودين على أمل العثور عليهم أو على معلومات عنهم. ورقد الناجون جنباً إلى جنب القتلى وسط مبان تحولت إلى ركام. وأظهرت صور من بيتشوان دماراً شبه كامل.
غير أن هذه المأساة لم تخلُ من لحظات سعادة، إذ تم انتشال 500 شخص أحياء من تحت أنقاض مبان منهارة في ميان تشو التي تأكد فيها بالفعل وفاة ألوف. ومن بين الناجين، سيدة حبلى في الشهر الثامن ووالدتها اللتان ظلتا طوال يومين تحت أنقاض مبنى سكني في دوجيانغ يان. وقال أحد أقاربهما، ويدعى بان جيان جون، «نحن سعداء جداً، نحن نقف هنا وننادي منذ يومين، لكن لا يزال هناك ثلاثة آخرون يصدرون أصواتاً».
وفيما حذر المسؤولون من مخاطر التحميل الزائد على السدود المحلية ومن انهيارات أرضية عند سفوح الجبال، تعرضت محطتان لتوليد الطاقة من مساقط المياه في ماو شيان «لأضرار جسيمة».
وفيما عرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تقديم المساعدات المالية واللوجستية، رفضت الصين نشر خبراء أجانب وعمال إغاثة، ورأت أن الظروف غير ناضجة بعد، عازية الأمر إلى الدمار الذي لحق بطرق المواصلات.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)