يحيى دبوقواكبت إسرائيل أمس الاتصالات الجارية للوصول إلى اتفاق تهدئة مع «حماس» في قطاع غزة برعاية مصرية، وأطلقت مصادر عسكرية وسياسية إسرائيلية مختلفة، جملة من التهديدات غير المباشرة ضد الحركة الإسلامية، مخيّرة إياها بين الموافقة على وقف لإطلاق نار يشمل إطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط، أو مواجهة احتمال شن عملية عسكرية واسعة النطاق، مشيرة إلى أن «الجيش بدأ يميل إلى دعم العملية العسكرية في عمق القطاع».
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن «الجيش الإسرائيلي غيّر من موقفه، وهو يدعم حالياً إمكان شن عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة»، مشيرة إلى أن «العملية ستخرج إلى حيّز التنفيذ بعد انتهاء زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش» إلى إسرائيل.
وأضافت المصادر نفسها أن «كثرة الإصابات جراء العمليات التخريبية المنطلقة من قطاع غزة وإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، إضافة إلى تعرقل المفاوضات لاستعادة الجندي جلعاد شاليط، غيّرت بشكل دراماتيكي من موقف الجيش الإسرائيلي، ذلك أن (رئيس هيئة أركان الجيش غابي) أشكنازي ومسؤولين آخرين في الأركان العامة يميلون حالياً إلى التوصية بعملية برية في عمق القطاع، لعدم وجود خيار» آخر، مشيرة إلى أن «موقف أشكنازي يميل إلى وجوب عدم إقرار المبادرة المصرية ما دامت لا تتضمن إطلاق سراح شاليط، وهو موقف مدعوم من رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك، ونُقل إلى المصريين خلال زيارة (رئيس الاستخبارات المصرية) عمر سليمان» إلى الدولة العبرية.
وقالت الصحيفة إن «موقف الجيش الإسرائيلي الداعم لشن عملية واسعة النطاق في غزة، مبني على فرضية أن حماس ستستغل وقف إطلاق النار لتعزيز قدراتها العسكرية، تمهيداً لجولة جديدة من العنف، إذ إن المؤسسة العسكرية لا تقدر بأن يستمر وقف إطلاق النار من دون أن تستغله حماس للتزود بسلاح إضافي»، مشيرة إلى أنه «من المتوقع أن يعمد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية خلال الأيام القليلة المقبلة للحسم في هذا الموضوع، فإما أن يصادق على عملية عسكرية ضد صواريخ القسام في عمق المناطق الفلسطينية، أو أن يوافق على مبادرة وقف إطلاق النار» برعاية مصرية.
وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى للصحيفة نفسها إلى أنه «على مدى أشهر طويلة، لم يكن هناك احتمال بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، حتى وإن اعتقد الجيش أنها الوسيلة الصحيحة لمواجهة صواريخ القسام، ويعود ذلك إلى التوتر الكبير على الحدود الشمالية مع سوريا، وبسبب حالة الطقس القاسية خلال فصل الشتاء الماضي، إضافة إلى الرغبة بعدم إفساد احتفالات ستينية إسرائيل وزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش، لكن بعد انتهاء الزيارة سوف تنتهي المواعيد التي بإمكانها تأجيل العملية، خاصة أن الجهات العسكرية التي تعتقد بخطأ الدخول إلى غزة آخذة بالانحسار».
وبحسب تقدير مصادر في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيلية، فإن «التطورات التي يمكنها أن تحول دون تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق، هي في موافقة حماس على اقتراح تسوية، يجري بموجبها وقف إطلاق النار ونقل جلعاد شاليط إلى المصريين، على أن يبقى في مصر حتى انتهاء المفاوضات، لكن هناك شكاً من أن توافق حماس على ذلك». وفي السياق، قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي نتان فيلنائي إنه «لا حل سحرياً (لمشكلة القسام)، لكننا نصرّ على هدوء سكان سديروت ومستوطنات غلاف غزة، سواء من خلال السياسة أو من خلال عملية عسكرية»، مشيراً إلى أنه «حتى عندما يدعو القلب للعمل، فعلينا أن نعمل من الرأس لا وفقاً للمشاعر، لكني أقترح على أعدائنا ألا يفسروا ضبط النفس بشكل خاطئ».