القاهرة ـــ الأخبار«إنّه سيناريو نهايته معروفة». نظرية تعكس «المؤامرة» التي يفسّر من خلالها غالبيّة المصريّين الحوادث الأخيرة في لبنان. ويتخيّل أصحاب هذه «النظرية» الأصابع التي تحرّك مجريات العنف اللبناني من خلفيّات غير مرئيّة، ومصالح غير معلنة تدفع بالأحداث إلى الهاوية. المصري البعيد عن السياسة يعجز عن تفسير ما يحدث بعيداً عن عبارات عامّة. أحمد سامي (طالب بكالوريوس تجارة في جامعة الأزهر) لا يصدّق ما شاهده على الفضائيات: «ليس عندي تصوّر لمبرّرات لصراع بين شقيقين يعيشان في بيت واحد». لكن سرعان ما تعود القراءة السياسّة إلى خطاب أحمد، رغم أنه ليس خبيراً في الشأن اللبناني، «لا أنكر أن حزب الله كيان قوي وله رصيد كبير ليس في لبنان فقط، لكن هذا لا يبرّر انتصاره في الداخل». وعن سيناريو انتهاء الحوادث العنيفة، يشير إلى أنه «إذا حُسم الصراع لمصلحة حزب الله، فهذا سيؤدّي بالتأكيد إلى مزيد من الصراع لا إلى الحلّ، لأنّ انتصار طرف يعني هزيمة الأطراف الأخرى التي ستحاول في ما بعد تحويل الهزيمة إلى نصر».
غير أنّ سيناريوهات الحلّ المطروحة من الأطراف الدولية، «معدّة وفقاً لمصالح هذه الدول» بحسب أحمد، وهو يقصد بالتحديد «المصلحة الأميركية ــــ الإسرائيلية لضرب المنطقة».
من جهته، فإنّ عمرو محمد، وهو موظَّف في إحدى شركات الأوراق الماليّة، لم يُصدَم برؤية مشاهد الاقتتال الأهلي، فهو يعرف ويتابع «أبعاد المؤامرة»، وهو لا يرى سوى «يد للقوى الخارجيّة في صناعة هذه الأزمة». ودائماً المتَّهَم يبقى أميركا وإسرائيل «لضرب المصالح الإيرانية والسورية في لبنان». وينهي عمرو تحليله بالتأكيد على أنّ حزب الله «لن يحقّق أي مكاسب في النهاية، ولن نجني سوى المزيد من البلبلة والفتن الطائفية لأنّه إذا حسم الموضوع لمصلحة حزب الله فسيعترض المسيحيون، والعكس طبعاً».
يرى عمرو أنّ الحلّ هو في الاتفاق على رئيس جمهورية «شرط أن يكون متفقاً عليه بين جميع الأطراف». وتنطلق هذه الوصفة المصريّة من أنّ قضية رئاسة الجمهورية «هي سبب ما وصل إليه الوضع من تعقيد فى المشهد الأخير، ولأنّ فراغ الرئاسة أصبح حجّة لتدخّل الدول الأجنبية لتعزيز نفوذها في المنطقة». ويعرب عمرو عن أسفه «لأننا (كعرب) نبتلع الطعم في كل مرّة ولا نتعلم شيئاً، والدول العربية الخليجية لا تساعد على الحلّ، بينما تحاول مصر وحيدة».
الصورة واضحة عند مجدي عبد الغفار (مدير إداري في إحدى الشركات الخاصة): «إنّه مخطّط أميركي ـــ صهيوني لضرب المناطق الإسلاميّة بكلّ مذاهبها في البلاد العربية».
وفي كلّ الأحوال، يرى مجدي أنّه «لا بدّ من تكاتف إسلامي لحلّ أزمة الرئاسة»، مؤكّداً أنّ «القوّة المسلّحة هي الحلّ وهذا ما يحقّقه حزب الله». ولتدعيم حجّته، يذكّر مجدي بأنّه «وبشهادة الخبراء الأميركيّين أنفسهم، فإنّ ما تحقّق من مكاسب أخيرة أنجزته قوّة السلاح، ومع غياب الديموقراطية وتحوُّل السياسة إلى اجتماعات وكلام لا ينتهي بحلول، فلا شرعيّة إلا شرعية القوة». وعن الكلام الذي يصنّف حزب الله في الخانة الإيرانيّة، يردّ بأنه «حتّى لو كان حزب الله وجهاً لإيران، فهذا لا يعطي ذريعة للتخلص منه».