غزة، القاهرة ــ الأخبار من جهته، رأى نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون أن «علينا أن ننهي سلطة حماس في غزة. يجب ألاّ نسمح تحت أي ظرف من الظروف بإنشاء حماستان على الحدود الجنوبية لإسرائيل».
كما رأى وزير الداخلية الإسرائيلي مئير شتريت، ووزير شؤون المتقاعدين رافي إيتان، أنه لن يكون هناك من خيار آخر سوى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، إذ قالا «يجب كسر حماس». وأوصى نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب «شاس» الديني المتطرف، إيلي يشاي، «بشن عملية ضد حماس في غزة لوضع حد لإطلاق الصواريخ».
أما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، فقال إن «الحكومة ستعمل على وقف مطلق لإطلاق النار»، مشدداً على أن ذلك لن يكون «خلال أشهر طويلة». ورأى أن ما حصل «ليس سهلاً وهو يثبت أنه رغم الضربات التي وجهناها لغزة، فلا يزال الفلسطينيون يطلقون النار».
وذكرت صحيفة «معاريف» أن أولمرت وباراك يدرسان تنفيذ الخطط العسكرية لشن عملية واسعة على قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها «إننا نقترب بسرعة من عملية عسكرية في غزة»، مضيفة أنّ «المنظّمات الإرهابيّة تراقب صبرنا، الذي اقترب على النهاية بشكل سريع».
في السياق، أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الحكومة وافقت قبل شهرين بصورة مبدئية على سلسلة عمليات في غزة، فيما ينتظر العسكريون أن يطبق هذا القرار. وأضافت، نقلاً عن مسؤولين عسكريّين، «إذا لم تقبل حماس اقتراح التهدئة المصري مع الشروط الإسرائيلية، فإن إسرائيل ستشنّ عملية في العمق في غزّة».
في المقابل، كشفت مصادر مصرية مطلعة، لـ«الأخبار»، عن أن الرجل الثاني في حركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، أجرى قبل يومين محادثات سرية في القاهرة مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، للاطلاع على نتائج زيارته الأخيرة لإسرائيل.
وقالت المصادر إن وفداً من قيادات «حماس» في الداخل بقيادة محمود الزهار سيصل إلى القاهرة اليوم تمهيداً لاستكمال المحادثات مع الجانب المصري، على أن تصل بقية ممثلي الفصائل الفلسطينية خلال الأسبوع المقبل لتحديد موعد ساعة الصفر لبدء الهدنة. ولفتت المصادر إلى أن الجانب المصري سيطلب من مختلف التنظيمات الفلسطينية الالتزام بهذه الهدنة بعدما حصل على تعهدات رسمية من أولمرت باحترامها، وعدم القيام بأي عمل عسكري لانتهاكها.
وقالت المصادر إنه بعد تثبيت الهدنة المقترحة، ستُستأنف الوساطة المصرية لإبرام صفقة لمبادلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بمئات الأسرى الفلسطينيين.
ميدانياً، استشهد أربعة فلسطينيين، منهم المقاومان من «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، محمد عبد الله حرارة (20 عاماً)، وأحمد جمعة مودد (18 عاماً)، ومريضة مسنّة جراء الحصار هي نفوذ محمد حمادة (52 عاماً).