بغداد ــ الأخبارفيما دخلت العمليات العسكرية في الموصل أسبوعها الثاني أمس، لمّحت أوساط أمنية إلى تورّط بعض المسؤولين في أجهزة الدولة في محافظة نينوى الشمالية، في أعمال العنف التي شهدتها منذ الغزو الأميركي عام 2003.
ونقلت «شبكة أخبار العراق»، عن مصدر أمني وصفته بأنه «مهم» في غرفة عمليات نينوى، أن معلومات شديدة السرية مستقاة من اعترافات لمعتقلين خلال العملية العسكرية، أبلغت إلى رئيس الوزراء نوري المالكي، وتفيد بتورّط نائب محافظ نينوى، خسرو كوران، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني في الموصل، إضافةً إلى تورّط الرائد أحمد الجواري، وهو مدير سابق لمكتب المحافظ، في أعمال العنف.
وأفادت المصادر الأمنية أن كوران كان يدير شبكة اغتيالات وتفجيرات، فيما كان الجواري إحدى صلات الوصل مع الشبكة. وذكرت تقارير سابقة أن المالكي كان قد قرّر نقل كوران إلى بغداد، لتعيينه مستشاراً في مجلس الوزراء، بالتنسيق مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني.
وأفاد المصدر الأمني أن المعتقلين اعترفوا بتنفيذ اغتيالات وتفجيرات في المدينة، منها اغتيال المسؤولين السابقين في حزب البعث، وعدد من الأطباء والاختصاصيين وأساتذة الجامعات.
على صعيد آخر، أُعلن في بغداد تأليف تكتل سياسي جديد يحمل اسم «كلّنا عراق»، يهدف إلى «تحقيق العدالة في البلاد، والعمل على خلق رقابة لانتخابات مجالس المحافظات» المزمع إجراؤها في تشرين الأول المقبل. وأوضحت مساعدة الأمينة العامة للتجمّع، خلود جبار، أن «التجمّع الجديد يضم العديد من منظمات المجتمع المدني المؤتلفة فيه»، مضيفةً إن من أهم أهدافه «نبذ التفرقة العنصرية والطائفية والعمل على إلغاء جميع أشكال التمييز بين أبناء العراق».
في هذا الوقت، أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية، أحمد بن حلي، بعد لقائه نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، أن الجامعة ستسهم في مراقبة الانتخابات العراقية المحلية، في خطوة هي الأولى من نوعها في ما يتعلق بحضور الجامعة في بلاد الرافدين.
وكشف المالكي، في وقت لاحق، عن أن انتخابات المحافظات ستجري في مواعيد متعددة في مختلف المحافظات، لا في يوم واحد. وبرّر هذا الإجراء بـ«ضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها وحماية الناخبين وعدم التلاعب بنتائجها».
وكانت الانتخابات المحلية أيضاً محور محادثات رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، مع المالكي ورئيس البرلمان محمود المشهداني والمسؤولين الأميركيين، خلال زيارتها القصيرة إلى بغداد أول من أمس.
ونقلت بيلوسي عن المالكي، بعد لقائهما، أنه «أكد لها أنها (الانتخابات المحلية) ستكون شفّافة وستشهد مشاركة كل المجموعات وستساعد على تحقيق الوحدة الوطنية».
وأفاد مراقبون أن زيارة بيلوسي تناولت بشكل خاص مستقبل الوجود العسكري الأجنبي في بلاد الرافدين، والاتفاقية البعيدة المدى، المتوقع إبرامها في تموز المقبل بين بغداد وواشنطن.
ميدانياً، أعلن الجيش العراقي أن عدد المعتقلين في الحملة الأمنية في الموصل، بلغ ألفاً ومئة معتقل، بينهم ثلاثة من «أمراء» تنظيم «القاعدة»، فيما جرى اعتقال 44 مطلوباً في مدينة الكوت الجنوبية، بينهم قيادي في «جيش المهدي»، في وقت سقط فيه نحو عشرة عراقيين في أعمال عنف متفرقة في أنحاء العراق، وعثرت الشرطة على خمس جثث مجهولة الهوية في بغداد.