strong>محمد بديرفي تطور لافت يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة الدائرة بين إسرائيل وحزب الله بشأن صفقة تبادل أسرى بينهما، هددت إسرائيل، أمس، بأنها ستوقف المحادثات بين الجانبين إذا أصرّ الحزب على المطالبة بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين ضمن الصفقة، مشيرة إلى أن الكرة أصبحت في ملعب حزب الله، وعليه أن يتخذ قراره.
ونقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن مسؤول إسرائيلي، قالت إنه ضالع في المفاوضات مع حزب الله، قوله إن «إسرائيل مررت في الآونة الأخيرة رسالة إلى الحزب مفادها أن الدولة العبرية مستعدة لإطلاق سراح لبنانيين فقط في مقابل إطلاق الجنديين المخطوفين لدى حزب الله»، الداد ريغف وأودي غولدفاسر، مشيراً إلى أن ذلك هو اقتراح إسرائيل النهائي، و«إذا أصرّ حزب الله على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، فسيؤدي ذلك إلى إنهاء المفاوضات بين الطرفين».
وأوضحت الصحيفة أن «الرسالة نقلت إلى حزب الله من خلال الوسيط الألماني غرهارد كونارد «الذي يلتقي في أوقات متقاربة مسؤول ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، عوفر ديكل، في أوروبا»، مشيرة إلى أن الرسالة تنص على أن تقوم تل أبيب «بإطلاق سراح أسرى لبنانيين وإعادة جثث عناصر حزب الله المدفونة في إسرائيل، في مقابل إطلاق سراح ريغف وغولدفاسر». ونقلت عن المصدر الإسرائيلي نفسه قوله إنه «من ناحية إسرائيل، وصلنا إلى نهاية الحدود في المفاوضات، والكرة الآن موجودة في ملعب حزب الله، وعليه اتخاذ قراره».
وأوضح المصدر أنّ «حزب الله طالب خلال المفاوضات بإطلاق سراح ألفي أسير فلسطيني، لكن حزب الله بنظر إسرائيل هو منظمة لبنانية، ولا يجب دعم مكانته في الساحة الفلسطينية. إذ إن إسرائيل تتخوف من أن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين سيكون بمثابة هدية لحزب الله تؤدي إلى تمجيد مكانته وصورته في نظر الفلسطينيين والعالم العربي»، مضيفاً أنه «إذا أصرّ حزب الله على إطلاق سراح فلسطينيين، فسيؤدي ذلك إلى إنهاء المفاوضات، لأنه لن يبقى في حينه ما يُتحدّث عنه، ما سيضطر الحكومة والجيش الإسرائيليين إلى اتخاذ قرار صعب»، في إشارة إلى إمكان الإعلان عن مقتل الأسيرين.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن ديكل مرر لحزب الله أن «إسرائيل قد تضم فلسطينيين في الصفقة، في مقابل إشارة عن حياة الجنديين. واعتقدوا في إسرائيل أن صفقة التبادل ستجري على مرحلتين: في الأولى، تحصل إسرائيل بموجبها على إشارة حياة، فيما يعاد الجنديان في المرحلة الثانية إلى إسرائيل. إلا أن حزب الله لا يوافق على ذلك، ومن تجارب وصفقات الماضي مع الحزب، فإن (الأمين العام السيد) حسن نصر الله يحتفظ بالمعلومات لديه، ويشرف على المفاوضات عن كثب»، مضيفاً أن إسرائيل «تقدّر بأنه فقط في يوم إتمام الصفقة ستعرف بدقة إن كان الجنديان على قيد الحياة أو لا».
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن «طلب حزب الله المستمر يتمثّل في إطلاق سراح غولدفاسر وريغف في مقابل ألفي أسير فلسطيني وأسرى لبنانيين سجناء لدى الدولة العبرية، حيث تحتفظ إسرائيل بأربعة مقاتلين من الحزب أسروا في الحرب الأخيرة، إضافة إلى إطلاق سراح سمير القنطار»، مشيرة إلى أن «إسرائيل تحتفظ أيضاً بنحو عشر جثث لمقاتلين من الحزب سقطوا خلال مواجهات ومعارك خاضوها مع الجيش الإسرائيلي في لبنان، ودفنوا في إسرائيل». وفي السياق، أشار مراسل الصحيفة للشؤون الأمنية، يوسي ميلمان، إلى إمكان إطلاق سراح الأسير نسيم نسر وترحيله إلى لبنان، مضيفاً أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية درست إمكان الاحتفاظ به في السجن ضمن إجراءات استثنائية كي يجري استخدامه كورقة ضغط في المفاوضات مع حزب الله، لكن جرى الاتفاق أخيراًَ بين مصادر أمنية ووزارة العدل الإسرائيلية على أنه لا يمكن القيام بذلك، كما أنه ليس له أية قيمة في المفاوضات» الدائرة.
ووفقاً لمحامية نسر، سمدار بن نتان، فقد أعلنت النيابة العامة الإسرائيلية أمام المحكمة أنها تعمل على نقله إلى لبنان عبر «اليونيفيل»، مضيفة أنه «من الممكن ترتيب نقله إلى لبنان عبر الصليب الأحمر خلال ثلاثة أيام، إذ ليس هناك سبب للاحتفاظ به مسجوناً» في إسرائيل.