غزة ــ رائد لافيوعبّر مواطنون في غزة بجدّية عن قلقهم وخشيتهم من التداعيات البيئية والصحية الخطيرة الناتجة عن استخدام زيت الطعام لتشغيل مركباتهم، وذلك لكون الزيوت المستخدمة لا تحترق كلياً مثل الوقود. واشتكى عدد من المصابين بالحساسية والربو والأمراض الصدرية والأطفال والحوامل من أعراض مرضية متزايدة.
وقال أيمن (30 عاماً) إنه يشعر بدوار وغثيان خفيف كلما سار بالقرب من السيارات التي تعمل بزيت الطعام واستنشق الهواء الملوّث المنبعث منها، مشيراً إلى أنه «يتأثر من ذلك ليلاً، ويشعر بأن أنفه وفمه مسدودان، وهي أعراض تشبه أعراض الزكام والرشح».
وقال مدير «مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان»، خليل أبو شمالة، إن «الحكومة المقالة في غزة لم تلق بالاً لكل الدعوات الصادرة لمنع هذه الظاهرة المتفاقمة». وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والخروج عن حال الصمت، والضغط على الدولة العبرية لوقف انتهاكاتها بحق المدنيين والبيئة الفلسطينية في غزة، عبر مواصلة منع إدخال إمدادات الوقود. وقالت منسّقة مشروع البيئة في مؤسسة «الضمير»، ذكرى عجور، إن «جهات متخصصة واستنتاجات علمية مبدئية أكدت الأثر السلبي لاستخدام زيت الطعام كبديل للوقود»، مشيرةً إلى أنه «يؤدّي إلى انبعاث معدلات عالية من المواد الكيميائية الضارة والخطيرة». وأضافت أن «بعض هذه المواد المنبعثة يجعل الشعيرات الدموية في الجهاز التنفسي غير مرنة، ويؤدي إلى تعطيل قدرة الجهاز التنفسي على العمل بطريقة طبيعية».
ورصدت مؤسسة «الضمير» عدداً من الحالات التي تأثرت صحتها جرّاء استنشاق الدخان المنبعث من السيارات، وجرى نقلها إلى المستشفى، وكانت نصيحة الأطباء لهذه الحالات تجنّب التجوّل في الشوارع لتفادي استنشاق الغازات المنبعثة من تلك السيارات.
ويدرك كثير من السائقين أن استخدامهم لزيت الطعام ينطوي على مخاطر صحية وبيئية كبيرة، غير أنهم وجدوا في استخدام الزيوت طريقة مثلى وأقل كلفة من الوقود، وعمدوا إلى بيع «حصص» المازوت التي تزوّد بها الحكومة المقالة أصحاب السيارات العامة أسبوعياً، بثلاثة وأربعة أضعاف أثمانها الحقيقية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، إيهاب الغصين، أنه تم تأليف لجنة طبية للتأكد من مخاطر استخدام زيوت الطعام كوقود للسيارات. وشدد على أن «الحكومة ستتخذ الإجراءات المناسبة في حال ثبوت أضرارها البيئية».