واشنطن ــ محمد سعيدجرت أمس الانتخابات التمهيدية الديموقراطية في كل من ولايتي كنتاكي وأوريغون، وسط توقعات أن تفوز هيلاري كلينتون في الولاية الأولى، فيما يتقدّم باراك أوباما في الثانية، التي من المرتقب أن ترجّح كفته ليكون المرشّح الديموقراطي الذي سيُلاقي الجمهوري جون ماكاين في الانتخابات العامة المرتقبة في تشرين الثاني المقبل، إلاّ أنّه رفض حسم فوزه حتى انتهاء التمهيديات بعد أسبوعين.
وتضم ولاية كنتاكي، التي يزيد عدد سكانها على أربعة ملايين نسمة، نسبة كبيرة من البيض تزيد على 88 في المئة، بينما يمثّل السود 7.5 في المئة فقط، والمتحدّرون من أصول أميركية لاتينية 2 في المئة. ويعيش نحو 17 في المئة من سكان كنتاكي عند خط الفقر الذي يقدّر في الولايات المتحدة بأقل من 10 آلاف دولار سنوياً للفرد.
أما ولاية أوريغون، التي يزيد عدد سكانها على 3.7 ملايين نسمة، فيمثّّل البيض نحو 81 في المئة منهم ولا يتجاوز عدد السود 2 في المئة، بينما يزيد عدد المتحدّرين من أصول أميركية لاتينية على 10 في المئة. لكن مستوى المعيشة فيها أفضل بكثير من كنتاكي، حيث لا تتجاوز نسبة الفقراء فيها 12 في المئة بينما ترتفع فيها مستويات الدخول وأسعار المنازل التي تعدّ من مقاييس مستويات المعيشة.
وبعد ولايتي كنتاكي (51 مندوباً) وأوريغون (52 مندوباً)، تجري انتخابات تمهيدية في ثلاث ولايات أخيرة، هي بورتوريكو (55 مندوباً) في الأول من الشهر المقبل ثم في ولايتي ساوث داكوتا (15 مندوباً) ومونتانا (16 مندوباً) يوم الثالث من الشهر المقبل.
وترجّح كل استطلاعات الرأى العام فوز أوباما على الأقل في اثنتين من الولايات الخمس هما أوريغون وساوث داكوتا، فيما يرجّح فوز هيلاري بولاية كنتاكي بنسبة تصل إلى 65 فى المئة في مقابل 30 في المئة لأوباما الذي يتوقّع فوزه في أوريغون بنسبة قد تصل إلى 54 في المئة في مقابل 43 في المئة لهيلاري.
وأشار أوباما، خلال المهرجان الانتخابي الذي أقامه في ولاية أوريغون، إلى أنّه إذا مضت انتخابات أوريغون وكنتاكي كما هو متوقع، فسيصبح لديه رصيد من أصوات المندوبين الملزمين بالتصويت له يكفي لتأمين اختياره مرشحاً عن الحزب لخوض انتخابات الرئاسة. وبلغ إجمالي ما جمعه أوباما من أصوات المندوبين أكثر من 1915، بينهم 305 مندوبين كبار، في مقابل 1721 لهيلاري من بينهم 278 مندوباً كبيراً، ليقترب بهذا من النصاب المطلوب للحصول على الترشيح التلقائي من الحزب الديموقراطي لخوض انتخابات الرئاسة، وهو 2025 مندوباً.
في المقابل، أبدى مدير حملة أوباما، دافيد بلوف، ثقة عالية بالفوز، حيث قال أول من أمس «فيما نقترب من الانتصار في مرحلة، بدأت حرارة المرحلة الأخرى ترتفع. بدأ الرئيس جورج بوش والسيناتور ماكاين تنسيق هجماتهما على باراك أوباما في جهد يحاولان من خلاله تمديد فترة سياساتهما الفاشلة لولاية ثالثة»، في إشارة منه إلى أنّ أوباما هو من سيواجه ماكاين.
لكن تبقى السيدة الأولى السابقة متمسّكة بالسباق حتى الرمق الأخير. وقالت: «لم نصل إلى مرحلة النهاية بعد. لن يحصل أيّ منا على عدد المندوبين الذي يحتاج إليه للفوز بتسمية الحزب». وتزعم هيلاري أنّها متقدّمة في التصويت الشعبي على افتراض أن نتائج الانتخابات التمهيدية غير الرسمية التي فازت بها في ولايتي مشيغان وفلوريدا كانت ستحتسب. وقالت: «لا يمكننا الزعم أن لدينا مرشحاً استناداً إلى 48 ولاية، وخصوصاً أن الولايتين تمثّلان أهمية كبيرة بالنسبة إلينا للفوز في الخريف المقبل».
وكان قادة الحزب الديموقراطي قد قرروا عدم احتساب نتائج انتخابات هاتين الولايتين بسبب قرار مسؤولي الحزب فيهما تنظيم الانتخابات التمهيدية في موعد لم توافق عليه القيادة المركزية للحزب.
على الجانب الجمهوري، وبعد التقدّم الذي أحرزه أوباما وجعله المرشح الديموقراطي المرتقب، بدأ الجمهوريون يعدّون العدّة لمواجهته، وفي مقدّمهم بوش. وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستانزل أنّ بوش سينضم قريباً إلى حملة الترويج للمرشّح الجمهوري، إلاّ أنّه رفض تحديد موعد لذلك، مشيراً إلى أنّه سيكون قريباً.