تتكرّر السمفونية الإسرائيلية ضد إيران بين يوم وآخر، وتواصل الدوائر الاستخبارية في تل أبيب بثّ أخبارها عن اقتراب مرحلة الحسم مع النظام الإسلامي ووضع حدّ لطموحاته النووية، في محاولة تحريضية من شأنها إبقاء عيون الغرب مفتوحة على «التهديد» الفارسي،
واشنطن ــ محمد سعيد

نفى البيت الأبيض أمس، تقريراً نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلاً عن إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن الرئيس جورج بوش يعتزم قبل نهاية ولايته في كانون الثاني المقبل توجيه ضربة عسكرية لإيران لوقف العمل في برنامجها النووي.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض، في بيان، «إننا لا نزال إلى جانب حلفائنا الدوليين نعارض طموحات إيران بامتلاك سلاح نووي»، مضيفاً أن واشنطن مع حلفائها يعملون لفرض ضغوط دبلوماسية واقتصادية على الإيرانيين لتغيير سلوكهم وتعليق برنامجهم لتخصيب اليورانيوم.
وأضاف البيان أنه «كما قال الرئيس بوش، فلن يزيح أي رئيس للولايات المتحدة الخيارات عن الطاولة». لكن البيان أكد في الوقت نفسه أن الخيار المُفضّل للتعامل مع هذه القضية يبقى بالوسائل الدبلوماسية، ولم يتغيّر أي شيء في هذا الإطار.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد نقلت أمس عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إنه خلال محادثة مغلقة جرت خلال زيارة بوش لإسرائيل الأسبوع الماضي، سمع من مسؤول أميركي رفيع المستوى من مرافقي الرئيس الأميركي، أن الأخير ونائبه ديك تشيني يعتقدان أن ضربة عسكرية ضد إيران هي أمر ضروري.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن بوش نفسه قال أخيراً إنه «يتوجب إجراء علاج جذري للمشكلة الإيرانية».
وبحسب المسؤول الأميركي، فإن ما يؤخر هجوماً أميركياً ضد إيران في هذه الأثناء هو «تردد وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس».
لكنه أضاف أن بوش ليس ملزماً بالحصول على تأييد غيتس أو الكونغرس من أجل تنفيذ هجوم كهذا، لافتاً إلى أن الأمر سيكون معقّداً، وتكمن فيه مخاطر سياسية بالنسبة لبوش، وخصوصاً للمرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكاين.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن التقديرات في إسرائيل هي أن الأحداث التي وقعت أخيراً «وسيطرة حزب الله على لبنان» ستقدّم موعد الهجوم العسكري الأميركي ضد إيران، وأن بوش كان قد قال إن حزب الله هو إشارة للقوة المتزايدة لنظام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وفي هذه الحال، أضاف بوش «يتوجب معالجة المرض لا أعراضه، وضرب إيران من شأنه أن ينعكس على المنطقة، ويضعف حزب الله وحماس».
ونقلت الإذاعة نفسها عن عضو الكنيست، يوفال شطاينيتس، قوله إنّ «الموضوع الإيراني كان دائماً على رأس جدول أعمال اللجنة الأمنية المشتركة بين الكنيست والكونغرس التي تجتمع مرّتين كل عام في واشنطن والقدس، وقد عقدت اجتماعها الأخير في شهر شباط الماضي».
في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أعرب خلال لقائه أمس وفداً من أعضاء الكونغرس الأميركي عن تخوّفه من أن «تغلق نافذة الفرص لمنع إيران من التحوّل إلى قوة نووية في عام 2010». وأضاف أولمرت، للوفد الذي يزور إسرائيل برئاسة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إنه في حال حصول ذلك فإن «إيران ستمنح مظلّة نووية للمنظمات الإرهابية وتجعل من الصعب مكافحتها». واقترح أولمرت القيام بخطوتين جديدتين للتصدّي للبرنامج النووي الإيراني هما «فرض حظر تام على المواطنين الإيرانيين ومنعهم من السفر إلى الدول الغربية، وفرض حصار بحري على إيران لمنع دخول البضائع الحيوية إليها».
في المقابل (أ ف ب، يو بي أي، رويترز)، أعلن المدّعي العام الإيراني، قربان علي نجف أبادي، أنّ «النظام الصهيوني تولّى إدارة اعتداء (على مسجد في) شيراز» (وسط) الشهر الماضي، كاشفاً أنّ «مجموعة كانت تبلّغ بواسطة الهاتف المحمول المعلومات إلى كندا ومن كندا إلى إسرائيل». وأضاف أنّ «قيادة المجموعة موجودة في مشهد شمال شرق إيران».
من جهة ثانية، وافقت طهران على استقبال الممثّل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، لتقديم مجموعة محسّنة من الحوافز التي تهدف إلى تشجيع البلاد على وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم، لكن من دون تحديد موعد الزيارة.