وصل عدد القتلى والمفقودين من جرّاء الزلزال المُدّمر الذي هزّ الصين، الأسبوع الماضي، إلى أكثر من 70 ألفاً، فيما تمكّن عمّال الإغاثة من إنقاذ شخصين بعد ثمانية أيام من وقوع الكارثة.وأفاد بيان حكومي بأن عدد القتلى الآن تجاوز 40 ألفاً، بينما أشارت وكالة الصين الجديدة للأنباء «شينخوا»، إلى أن 32 ألفاً لا يزالون مفقودين. وقالت وسائل الإعلام إنه جرى إنقاذ شخص عمره 32 عاماً، في مقاطعة وينتشوان، مركز الزلزال الذي وقع في 12 أيار في إقليم سيشوان، بعدما ظلّ تحت الأنقاض لمدة 179 ساعة. كما جرى إنقاذ سيدة في بنغزهو بجنوب غرب البلاد، بعدما أمضت ثمانية أيام مطمورة تحت الأنقاض.
وأوضحت وكالة الأنباء الصينية، نقلاً عن محطة التلفزيون «فينيكس» في هونغ كونغ، أن الناجية وهي في الستين من العمر قد أمضت 195 ساعة تحت الأنقاض وكانت لا تزال بوعيها عندما انتشلها رجال الأنقاذ، وقد بقيت على قيد الحياة لشربها مياه الأمطار.
وحاولت الصين، أمس، إعادة الهدوء إلى العاصمة الإقليمية تشينجدو، بعدما هرع عشرات الآلاف إلى الشوارع عندما أثار ذعرهم تقرير تلفزيوني تكهّن بوقوع زلزال قويّ آخر.
وأدىّ كل ذلك، إضافة إلى التوابع الجديدة والتوقعات بهطول غزير للأمطار، إلى زيادة المصاعب التي تواجه الجيش والحكومة والعمال الذين يحاولون تأمين وصول الأغذية وتوفير أماكن إيواء لملايين من المشردين.
ويتزايد الغضب بين الآباء والأمهات في سيشوان من جرّاء العدد الكبير للمدارس التي انهارت، ودُفنت تحتها فصول مليئة بالتلاميذ. وفي إحدى البلدات، طالب مئات في احتجاج علني نادر بمعاقبة أي من يثبت تورطه في أعمال بناء غير مطابقة للمواصفات.
من جهة ثانية، أعلنت الحكومة الروسية أن الطائرة الخامسة المحمّلة بمواد الإغاثة المخصّصة لضحايا زلزال الصين، وصلت أمس إلى مقاطعة سيشوان محملة بـ30 طناً من المساعدات.
وفي لندن، أشاد رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، بالجهود التي بذلتها الحكومة الصينية في التعامل مع الزلزال وعرض مساعدتها في مواجهة مضاعفات هذه المأساة.
وقال براون لدى توقيعه كتاب التعزية في السفارة الصينية لدى بريطانيا، إن المملكة المتحدة «سترسل إلى جانب التبرّعات المالية البالغة 4 ملايين جنيه استرليني خيماً لنحو 30 ألف شخص ومعدات اتصالات بطلب من الحكومة الصينية»، مشدداً على أن بلاده «ستستمر في بذل ما بوسعها لمساعدة الشعب الصيني».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)