4 شهداء... وعمليّة استشهاديّة بـ 4.5 أطنان من المتفجّرات!رائد لافيالقاهرة ــ الأخبار
بدا أن مساعي الوساطة المصرية للتوصّل إلى هدنة في قطاع غزة بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين، ستؤجل إلى الأسبوع المقبل، بعدما أعلنت مصادر مصرية وفلسطينية مطلعة أن الهدف من التأجيل المفاجئ هو منح مزيد من الوقت لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت للرد على بعض الإيضاحات التي طلبتها حركة «حماس»، بشأن موقف إسرائيل من الحصار المفروض منذ فترة على القطاع.
ووصل مدير السياسة والشؤون السياسية العسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد إلى القاهرة لإجراء محادثات مع رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان، وكبار مساعديه في هذا الإطار. وتأتي مغادرة وفد «حماس» القاهرة إلى القطاع، دليلاً على عدم التوصّل بعد لاتفاق نهائي على وقف أعمال العنف المتبادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلى.
إلّا أن بارقة الأمل الكامنة في احتمال التوصّل إلى اتفاق بعد التأجيل، أبطلته مصادر فلسطينية ومصرية أخرى، قائلةً إن جهود الوساطة المصرية وصلت إلى طريق مسدود بعد رفض وفد «حماس» إعلان وقف إطلاق النار من دون اتفاق رسمي.
وقال مسؤول فلسطيني مطّلع على المباحثات إن وفداً من «حماس» أبلغ مسؤولي المخابرات المصرية «رفض الحركة مبدأ التهدئة في مقابل التهدئة من دون اتفاق رسمي مع إسرائيل يشمل رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر». وأضاف أن وفد الحركة رفض ربط قضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط باتفاق التهدئة. وأضاف أن رد إسرائيل على قائمة الأسرى التي تقدمت بها «حماس»، وموافقتها على 71 اسماً فقط، لم يكن مشجعاً لإدراج موضوع شاليط ضمن الصفقة.
وبدا موقف «حماس» أكثر جدية مع إعلان رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنيّة، خلال مؤتمر لرابطة علماء فلسطين في غزة لمناسبة الذكرى الستين للنكبة، رفضه «مبدأ التهدئة مقابل التهدئة»، موضحاً أن «الفصائل الفلسطينية لم ولن تعطي التهدئة عن ذلة، ولن تقدمها ما لم تستجب إسرائيل لمطالب رفع الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان». وأوضح أن «عرض التهدئة جاء من الطرف الأميركي والإسرائيلي بعد فشل إخضاع غزة والقضاء على مقاومتها».
وعلى غرار الاتفاق الذي وقّع بين الأطراف اللبنانية في قطر، دعا هنية إلى «جهد عربي مماثل في القضية الفلسطينية لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني من جهة، وبدء حوار وطني فلسطيني برعاية عربية من جهة أخرى».
وفي السياق، أعربت مصادر مصرية عن مخاوفها من أن انهيار جهود الوساطة التي تقودها القاهرة قد يؤدي إلى تصعيد في الموقف، وينتج منه اجتياح إسرائيلي عسكري واسع النطاق للقطاع، أو قيام تل أبيب باستهداف قادة «حماس». كما عبرت عن خشيتها من أن تدهور الأوضاع في غزة قد يؤدي إلى إعادة اقتحام الحدود المصرية، كما حدث في كانون الثاني الماضي.
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس، أن بلاده ترى أن حركة حماس «الإرهابية المتطرفة» هي «أصل كل الشرور» في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الاعتراف بهذه المنظمة «يضعف الفلسطينيين الذين يناضلون من أجل السلام».
وقال فراتيني، في مقابلة مع صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية: «أنا مقتنع بأن أصل كل الشرور يتمثّل في الإرهابيين، متطرفي حماس في غزة. وعلى الأوروبيين أن يفهموا أن اتهام إسرائيل بممارسة العنف وإضفاء الشرعية على حماس لا يؤديان إلا إلى إضعاف الفلسطينيين الذين يناضلون، مثل الرئيس محمود عباس، من أجل السلام».
في هذا الوقت، نفذت فصائل فلسطينية عملية استشهادية لم يكتب لها النجاح، أدت إلى استشهاد منفذها، على معبر بيت حانون «إيرز» الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 48، بينما استشهد ثلاثة آخرون في حوادث منفصلة، أحدهم في مسيرة دعت إليها حركة «حماس» نحو معبر المنطار (كارني)، شرق غزة بغية كسر الحصار.
وأعلنت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى (مجموعات الشهيد أيمن جودة)، التابعة لحركة «فتح»، مسؤوليتهما المشتركة عن عملية «بركان الغضب» الاستشهادية في معبر بيت حانون، شمال القطاع. وقال المتحدث باسم السرايا، أبو أحمد، إن الشهيد إبراهيم محمد نصر (23 عاماً) من سكان جباليا، نفذ العملية الاستشهادية بواسطة شاحنة محملة نحو أربعة أطنان ونصف الطن من المتفجرات. وأوضح أن الاستشهادي قاد الشاحنة واقتحم معبر بيت حانون مباشرة ووصل إلى المنطقة المخصصة لمنام جنود الاحتلال، وفجّر الشاحنة، ما أدى إلى وقوع دمار وإصابات محققة في المكان، متهماً قوات الاحتلال بـ«التكتّم على خسائرها».
كما استشهد المقاوم في «حماس» عبد الكريم رمضان أهل (22 عاماً)، وأصيب 17 آخرون بجراح متفاوتة بينهم 4 في حال الخطر، عندما فتحت قوات الاحتلال النار تجاه مسيرة سلمية دعت إليها الحركة في معبر المنطار في إطار فعاليتها لكسر الحصار.
وفي حادثة منفصلة، استشهد سالم عطوة البحابصة (62 عاماً) جراء إصابته بشظايا قذيفة في منطقة جحر الديك شرق مدينة غزة. كما استشهد الفتى خالد عبد الهادي متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها الشهر الماضي.