غزة ــ رائد لافيارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة أمس في قطاع غزة في محاولة منها لممارسة ضغط عسكري على محادثات التهدئة المعلّقة حالياً بانتظار الإيضاحات الإسرائيلية على شروط تطبيق الاتفاق، الذي تراجعت فرص خروجه إلى النور. واستشهد ثلاثة من مقاومي «كتائب عزّ الدين القسّام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، هم مهند حامد عواد (20 عاماً)، محمد حافظ أبو رزق (25 عاماً)، وإبراهيم فريد ماضي (18 عاماً)، وأصيب جندي إسرائيلي بجروح متوسطة، خلال تصدي المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال التي توغلت في منطقة العمور شرق مدينة رفح، جنوب القطاع. وأقرت مصادر عسكرية إسرائيلية بإصابة جندي إسرائيلي بعد استهداف الدبابة التي كان يتحصّن فيها بقذيفة مضادة للدروع، تبنّت إطلاقها «كتائب القسام».
وفي مخيم البريج وسط القطاع، استشهد مقاومان من «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد»، في غارة جوية استهدفتهما شرق المخيم القريب من خط التحديد الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، بينما كانا يهمان بزرع عبوة ناسفة لقوات الاحتلال.
وأعلنت «سرايا القدس» أن الشهيدين هما رائد الناقة (24 عاماً)، وحسام أبو عبدو (21 عاماً)، لافتةً إلى أنهما خاضا اشتباكاً مع قوات الاحتلال قبل أن تتدخل مروحية حربية إسرائيلية وتستهدفهما بصاروخ أدى إلى استشهادهما على الفور.
‏في هذه الأثناء، كثّفت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات إطلاق قذائف الهاون والصواريخ المحلية الصنع على المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع. وأقرت مصادر عسكرية إسرائيلية باندلاع حريق في بلدة سديروت جراء سقوط صاروخين أطلقتهما «كتائب القسام».
داخلياً، أعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل الطفل براء الأسطل (12 عاماً) جراء انفجار غامض شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
من جهة أخرى، حضّ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إسرائيل على بذل «المزيد من الجهود» لتسهيل التنقّل في الضفة الغربية، وذلك في إطار مؤتمر حول الاستثمار في بيت لحم. وقال، خلال اختتام زيارته إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة التي استمرّت ثلاثة أيام، «من دون مواربة، العقبات موجودة. فالقيود على التنقّل لا تزال كبيرة. لم يتم تقليصها كما كان من المفترض».
وأضاف كوشنير إن «إسرائيل قادرة على القيام بالمزيد من دون تعريض أمنها للخطر، سواء في الضفة الغربية أو في القدس الشرقية، حيث لا مبرر لاستمرار إغلاق غرفة التجارة وغيرها من المؤسسات الفلسطينية». وأضاف «آمل أن تكون الشركات الفرنسية أكثر حضوراً في الأراضي الفلسطينية في حين أن بلادي هي أحد أبرز المستثمرين الأجانب في الشرق الأوسط».
من جهته، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، للصحافيين لدى انتهاء أعمال المؤتمر في بيت لحم، أنه تم وضع اللمسات الأخيرة على عقود لتنفيذ مشاريع بقيمة 1.4 مليار دولار. وأضاف إن المشاريع المعلنة في المؤتمر ستؤدي إلى إيجاد 35 ألف فرصة عمل جديدة. وشدّد على أن العالم بأسره مدعو إلى الاستثمار في الأراضي الفلسطينية.
وفي السياق، قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل تقيم في الضفة الغربية أكثر من 600 حاجز وعقبة تمنع تنقل الفلسطينيين بحرية.
إلى ذلك، تظاهر أكثر من 500 فلسطيني وأجنبي ونشطاء سلام إسرائيليين في قرية نعلين في الضفة الغربية، احتجاجاً على بدء الجرافات الإسرائيلية العمل على إقامة جدار الفصل على أراضي القرية، ومصادرة نحو 2600 دونم جديدة من أراضيها.