لا تزال جوهانسبرغ، لليوم الرابع العشر على التوالي، مسرحاً لهجمات انتقامية يشنها مواطنون من جنوب أفريقيا ضد مواطنين أجانب بحجة اقتناص الوظائف والتسبّب في ارتفاع معدلات الجريمة، في وقت تعهد فيه رئيس البلاد ثابو مبيكي بإنهاء أعمال العنف التي سقط ضحيتها 50 قتيلاً على الأقل. وقال مبيكي إنه «يجب على مواطني جنوب أفريقيا عدم مهاجمة أفارقة آخرين»، متعهّداً «بالتزام حكومته بإنهاء العنف». وأضاف، أثناء زيارة إلى إرسالية في إقليم إيسترن كيب، «نواجه اليوم حالة من الخزي والعار كأمة، لأننا سمحنا لحفنة من الأشخاص بارتكاب جرائم ضد أفارقة آخرين يعيشون في بلدنا».
وفي إطار جهود التهدئة، يقوم قادة من حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم بسلسة من المسيرات والاجتماعات العامة في محاولة وضع حد لأعمال العنف المعادية للأجانب.
وزار قادة من الحزب، بما فيهم رئيسه جاكوب زوما، المناطق الساخنة على أمل تخفيف حدّة الموقف وإعادة الهدوء إليها.
وكان الآلاف قد شاركوا أول من أمس في مسيرة عبر شوارع أكبر مدن جنوب أفريقيا مطالبين بوضع نهاية لأعمال العنف. وتوقّفت حركة المرور في وسط مدينة جوهانسبرغ بسبب المتظاهرين الذين حملوا لافتات كتب عليها «كره الأجانب يسبّب الألم مثل سياسة التمييز العنصري» و«نحن نعارض كره الأجانب».
وأعلنت الشرطة، أمس، أن خمسين شخصاً على الأقل قتلوا في أعمال العنف المعادية للأجانب في الأسبوعين الأخيرين، معظمهم في منطقة جوهانسبورغ. وقال المتحدث باسم شرطة غوتنغ غوفيند، سامي مارينموثو، «أوقفنا 580 رجلاً».
وأعلن المتحدث باسم البلدية بيتر كرونجي أن عشرة آلاف مهاجر لجأوا إلى مخيمات مؤقتة ليرتفع إلى 35 ألفاً عدد النازحين الإجمالي بسبب أعمال العنف المعادية للأجانب التي تهز الأحياء الفقيرة في جنوب أفريقيا.
يشار إلى أن أعمال العنف بدأت في حي الكساندرا في جوهانسبرغ في 11 من الشهر الجاري، وانتشرت إلى كيب تاون وميناء ديربان شرق البلاد، حيث قام بعض المواطنين بطعن وضرب وإحراق المهاجرين من مناطق أخرى في أفريقيا واتهامهم باقتناص الوظائف والتسبب في ارتفاع معدلات الجريمة.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)