تل أبيب تقدّم إلى القاهرة لائحة بـ250 مصريّاً لاعتقالهم!
القاهرة ــ الأخبار
واشنطن ــ محمد سعيدوقالت مصادر مصرية لـ«الأخبار» إن تصريحات مشعل أول من أمس في طهران «لا تخدم المساعي المصرية في هذا الإطار، وتبدو كأنها محاولة مرفوضة للضغط على الحكومة المصرية». ورأت أن التصريحات «إذا استمرت فستولّد رداً معاكساً لدى الجانب المصري»، مشدّدة على أن «حرمة الحدود المصرية مع قطاع غزة مصونة وليست عرضة للانتهاك من أي طرف».
وأشارت المصادر إلى أن «مصر، التي تعاملت بحنكة وحرص مع اقتحام الفلسطينيين قبل أشهر لمعبر رفح الحدودي، ليست في حاجة جديدة إلى أي اختبار يستفزّ ردّ فعلها إذا تكرر الأمر». وأضافت «لدى القوات المصرية على الحدود تعليمات حازمة بمنع عبور أي شخص بشكل غير طبيعي، هذا حقنا وسنمارسه مهما كانت الظروف».
وكان مشعل قد هدد من طهران بأن حركته قد تلجأ إلى كسر الحصار المفروض على القطاع من جانب واحد إذا فشلت الاتصالات التي تجريها مصر.
في هذا الوقت، اجتمع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان مع رئيس القسم السياسي والأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد أمس في القاهرة، حيث بحثا سبل تذليل العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حركة «حماس» في قطاع غزة. وقال مصدر مصري مطلع إن سليمان قام «باتصالات حثيثة مع جميع الأطراف الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تقريب وجهات النظر بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق للتهدئة بأسرع وقت حتى يمكن رفع الحصار الخانق المفروض على الشعب الفلسطيني وفتح المعابر ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة». وطالب المصدر «الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بإبداء المرونة اللازمة من أجل تحقيق التهدئة».
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، للصحافيين قبل اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي في القدس المحتلة، إن إسرائيل «لا تنوي الانتظار طويلاً في قضية غزة». وأضاف إن «إسرائيل تريد الهدوء والأمن التام فوراً وعلى المدى البعيد لسكان جنوبها». وتابع «سنضطر إلى اتخاذ قرارات للتوصل إلى ذلك. فإذا توافر ذلك عبر الجهود المصرية فأهلاً وسهلاً، وإلا فإننا سنستخدم وسائل أخرى».
وخلال اجتماع للحكومة، أعرب رئيس الأمن الداخلي «شين بيت» يوفال ديسكين عن شكه في احتمال التوصل الى اتفاق تهدئة. وقال إن «حماس تملك قذائف متوسطة المدى يبدو أنها حصلت عليها من إيران وهي قادرة على ضرب ميناء اشدود جنوب تل ابيب» على بعد نحو 30 كيلومتراً إلى الشمال من قطاع غزة.
أعرب العديد من وزراء حزب «كديما»، بينهم نائب رئيس الحكومة حاييم رامون، عن معارضتهم لإجراء اتصالات مع «حماس» عبر مصر. ورأى رامون أن الاتصالات غير مقبولة لأنها تمنح «حماس شرعية دولية».
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية العسكرية، فإن ملفين يعرقلان حالياً المفاوضات، هما جلعاد شاليط وتهريب الأسلحة عبر رفح المصريّة.
وفي السياق، كشف ديفيد ماكوفسكي، وهو أحد الباحثين البارزين في معهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» الذي يمثل المؤسسة الفكرية للوبي الإسرائيلي، أن إسرائيل قدمت إلى مصر قائمة تضم 250 شخصاً مصرياً معظمهم من المقيمين في منطقة شرقي سيناء القريبة من الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني تتهمهم بأنهم وراء تهريب الأسلحة عبر الأنفاق إلى حركة «حماس».
وقال ماكوفسكي، في شهادة مكتوبة قدمها في جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية الفرعية حول الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس النواب الأربعاء الماضي، إن إسرائيل رفضت ما يقال عن أن تهريب الأسلحة، بما فيها مكوّنات صواريخ، إلى قطاع غزة هو من عمل «عناصر مارقة في قوات الأمن المصرية تغض الطرف عن عمليات التهريب لقاء أموال يدفعها لها مهرّبون محلّيون».