رأى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، أول من أمس، أن كل سياسات الإدارة الأميركية في المنطقة فشلت، مشدّداً على أن دعم القضية الفلسطينية أمر مبدئي بالنسبة إلى بلاده.وأشار متكي، خلال لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في طهران، إلى أن «الساسة الأميركيين كحماة طيّعين في خدمة الكيان الصهيوني يعيشون اليوم في أزمة فراغ باتخاذ القرار نظراً للهزائم المتكررة التي لحقت بهم في المنطقة».
وفي كلمة ألقاها أمام حشد من الطلبة الجامعيين في العاصمة الايرانية، رأى متكي أن لبنان يمثّل «نموذجاً آخر لفشل السياسات الأميركية في المنطقة»، مشيراً إلى أن «الرئيس الأميركي أوجد التعقيدات أمام حل مشاكل هذا البلد من خلال تدخّله في شؤونه (لبنان) بينما كانت تأخذ طريقها إلى الحل قبل شهرين ونصف شهر، لكنها وجدت الحل في اجتماع الدوحة الأخير».
ولفت متكي أن عناصر جديدة دخلت في المعادلات والموازنات في المنطقة، موضحاً أن «لبنان إحدى الساحات التي برزت في الموازنات الجديدة، حيث ألحقت الهزيمة بالكيان الصهيوني في حرب الثلاثة والثلاثين يوماً ضد لبنان». وأشار إلى أن «البعض حاول خلق الفتن وإثارة الخلافات بين أوساط وأطياف الشعب اللبناني، لكن طهران كانت تؤكد منذ البداية على أن القرار في هذا البلد ينبغي أن يقوم على الإجماع، حيث تحقّق هذا الأمر في اجتماع الدوحة».
وأوضح متكي أن الوقت لم يحن بعد للمحادثات الثنائية المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً إن «المحادثات الثنائية مع أميركا ليست في جدول الأعمال حالياً».
وفي شأن إمكان دخول طهران في محادثات مع إسرائيل من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني، قال «نحن لا نرى أن الكيان الصهيوني كيان شرعي ونتحفّظ كل عام في منظمة الأمم المتحدة على وثيقة اعتماد هذا الكيان».
ونفى متكي اطّلاعه على الشائعات التي تتوقّع عزله من منصبه من جانب الرئيس محمود أحمدي نجاد.
كما وصف متكي العلاقة بين إيران ومصر بأنها «ليست مرتبطة باسم شارع»، مؤكداً أن قضيه شارع الإسلامبولي قد طرحت سابقاً وجرى الانتهاء منها.
وفي الملف النووي، أوضح متكي أن «تعامل طهران مع رزمة مقترحات 5+1 يرتبط بكيفية تعاطي هذه الدول مع المقترحات الإيرانية»، مشيراً إلى أن «الغربيين أعلنوا أنهم سيدرسون رزمة المقترحات الإيرانية بدقّة، لذا فإن إيران ستدرس أيضاً رزمة مقترحاتهم بدقة حين تتسلّمها».
من جهة ثانية، طالب متكي خلال اجتماعه بمساعد وزير الخارجية الياباني، كنجيرو ساساي، بالتعاون بين البلدين في قضايا مثل حظر الانتشار النووي، ونزع السلاح.
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، في كلمة ألقاها أمام الاجتماع السابع عشر للجنة السياسية المشتركة بين إيران واليابان في طهران، إن «تبادل وجهات النظر بين القطاع الخاص في البلدين سيهيّئ الأرضية لفهم أفضل من أجل تعزيز النشاطات».
بدوره قال ساساي إن بلاده تولي أهمية بالغة للعلاقات مع إيران باعتبارها «دولة قوية في المنطقة».
في هذا الوقت، قال المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء يحيى رحيم صفوي، إن ما حققه حزب الله في لبنان ومقاومة الشعب الفلسطيني «نموذج» من مقاومة الشعب الإيراني.
وأشار صفوي إلى «انتصار الشعب اللبناني»، معتبراً أن «النصر الذي حقّقه حزب الله في لبنان ومقاومة الشعب الفلسطيني نموذجان من مقاومة الشعب الإيراني مما أثار غضب الأعداء».
في سياق آخر، أعلن وزير النفط الإيراني، غلام حسين نوذري، أن بلاده «ستتحول إلى نموذج ناجح على صعيد التكنولوجيا النووية على الصعيد العالمي»، وذلك خلال افتتاحه
أول من أمس مشروع مصفاة غاز مسجد سليمان جنوب البلاد، بطاقة إنتاجية أوّلية تبلغ مليون متر مكعب من الغاز يومياً. وتزامن هذا الافتتاح مع حلول ذكرى مرور مئة عام على بدء استخراج النفط في إيران.
في الشأن الأمني، أعلن النائب العام الإيراني، حجة الإسلام قوربنالي دوري نجف عبادي، أن مرتكبي الاعتداء الذي أسفر عن سقوط 13 قتيلاً في مسجد شيراز (جنوب) «أقرّوا بأنهم على علاقة بالطغيان العالمي وبالخصوص الولايات المتحدة وإسرائيل».
بدوره، أعلن قائد شرطة كرمان (جنوب)، المقدم محمد رضا الشقي، في تصريحات صحافية، أن خاطفي الياباني ساتوشي ناكامورا، المحتجز منذ تشرين الأول في جنوب إيران، يريدون مبادلته بأحد عناصرهم المحكوم بالإعدام.
وقال الشقي، لصحيفة «طهران امروز»، إن «خاطفي امام فهرج، حسين طاهري والرهينة الياباني يريدون مبادلتهم بأحد عناصرهم المحكوم بالإعدام».
ومن جهة أخرى، عرضت زوجة العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي أيه»، بوب ليفنسون، الذي اختفى أثناء رحلة إلى جزيرة كيش في إيران قبل 14 شهراً، مكافأة بقيمة خمسة آلاف دولار أميركي لمن يعثر على زوجها، وتقدّمت بطلب من السلطات الإيرانية لزيارة إيران مجدّداً، حسبما نقلت شبكة «سي أن أن» التلفزيونية عن كريستين
ليفنسون.
(يو بي آي، أ ف ب، مهر)