علي حيدر
رأى النائب السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي، عضو الكنيست عن حزب «العمل» افرايم سنيه، أن اتفاق الدوحة يشكّل «ضرراً لموقع إسرائيل الاستراتيجي وانتصاراً لإيران»، مشيراً إلى أن سوريا حققت إنجازاً كبيراً وأعادت لبنان إلى قبضتها. وأضاف سنيه، في مقالة نشرتها صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس، أنه «وسط الحوادث المثيرة في الأسبوع الماضي، أي الإعلان عن المفاوضات مع سوريا وتطورات الفضيحة الأخيرة لفساد (رئيس الوزراء إيهود) أولمرت، لم يُلتفت بانتباه كاف إلى الحدث الأهم خلال هذا الأسبوع، وهو: سقوط لبنان في أيدي قطر، البلد الغني بالنفط».
ورأى سنيه أن مفاوضات الدوحة «أخضعت الحكومة اللبنانية لمطالب حزب الله وسوريا»، وشدد على أنه «تمت الموافقة على تقسيمات الدوائر الانتخابية في لبنان بطريقة تُمكِّن من تعزيز حضور حزب الله النيابي في الانتخابات المقبلة».
ورأى سنيه أن «ما دفع جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات هو موجة العنف الأخيرة في بيروت وشمال لبنان»، والنتيجة كانت «انتصار الإرهاب الإيراني».
ورأى سنيه أن اتفاق الدوحة «أنهى القرار 1701، وأنهى جميع إنجازاتنا في حرب لبنان الثانية». وفسّر ذلك بالقول إن الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل «سيتلقّى أوامره الآن من الحكومة التي يقودها حزب الله، كما أن حضور قوات اليونيفيل سيكون بأمر من الحكومة أيضاً».
وأضاف سنيه أن «سوريا حققت في الأسبوع الماضي إنجازاً هاماً، إذ إنها أعادت لبنان إلى قبضتها، كما أن توقيت الإعلان عن المفاوضات مع دمشق خفَّف من الضغط والانتقاد لها».
وشدد على أن «ما حصل في لبنان أضرّ بموقع إسرائيل الاستراتيجي، وقدّم لإيران نصراً آخر»، وهو ما يعني بحسب سنيه «وجوب الاستعداد العسكري لإمكان نشوب جولة أخرى من القتال في الشمال»، مشيراً إلى أن «أسهل طريقة أمام إيران لتخريب المفاوضات مع سوريا هي إشعال الحدود اللبنانية الإسرائيلية».
وتوقعت صحيفة «هآرتس» أن يسود لبنان هدوء نسبي، «لكن الثمن سيكون سيطرة فعلية، ولفترة طويلة، لحزب الله على لبنان». وأشارت إلى أن «حزب الله حصل على قانون الانتخاب الذي يريد، كما أن سلاحه لن يناقش مطلقاً»، فضلاً عن «أن أي مطالبة دولية بتجريده من سلاحه ستصبح من الآن غير شرعية، لكونها لا تحظى بموافقة الحكومة اللبنانية». ورأت الصحيفة أنه يمكن لحزب الله أن «يحتفل مرتين»، في إشارة إلى تزامن ذكرى مرور ثماني سنوات على الانسحاب الإسرائيلي من لبنان مع انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. وقدّرت «هآرتس» أن «سوريا غير راضية عن هذا الانتصار، لكنها تفهم جيداً أن حزب الله ليس منظمة سورية».