مصر ترى «اتفاقاً» وترفض ربط التهدئة بشاليط
القاهرة، غزة، القدس المحتلة ــ الأخبار
تزامن تهديد إسرائيلي جديد باجتياح قطاع غزة، مع إعلان مصري جديد بتوافق الرؤية الإسرائيلية والفلسطينية على التهدئة، الأمر الذي لم ينعكس على الأرض مع بروز شروط جديدة لإبرام الاتفاق. وجدّد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك التهديد بشنّ عملية عسكرية واسعة ضدّ قطاع غزة إذا لم توافق حركة «حماس» على شروط إسرائيل للتهدئة في القطاع. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله، خلال اجتماع حزب «العمل» في الكنيست، «إننا موجودون في مسار يحتّم التصادم مع حماس. والاصطدام قد يندلع بعد بضعة أيام أو بضعة أسابيع. وإذا كانت هناك تهدئة، فإنه سيحدث بعد بضعة أشهر». وأضاف أن «القتال يجري يومياً ومن دون توقف في القطاع. لا أدري إذا كنا سنجد أنفسنا أولاً في تهدئة أم في صدام، لكني أقول لأولئك الذين يريدون أن نشنّ الآن عملية عسكرية واسعة، أليس من الأجدى الوصول إلى ذلك بعد أن نكون قد استنفدنا المحادثات».
وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاعية التابعة للكنيست، أن إسرائيل «لن تقبل بفتح معبر رفح في الوقت الراهن وفق شروط حماس للتوصّل إلى التهدئة في قطاع غزة». إلا أنه أضاف أن إسرائيل قد تقدم على فتح معابر أخرى بهدف المساعدة الإنسانية، موضحاً «لن نقبل بشروط مثالية في غزة، لكن لن نقبل بالمجاعة، أو نرفض دخول الأدوية إلى القطاع».
ورأت صحيفة «هآرتس» أن محادثات رئيس القسم السياسي والأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد في مصر، لم تسفر عن تقدم في موضوع وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة. وأفاد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بأن الاتصالات الجارية بواسطة مصر لم تسجل «أي تقدم جوهري حتى اليوم. العنصر الوحيد الجديد هو أننا اتفقنا على إدراج إطلاق سراح (جلعاد) شاليط في مرحلة لاحقة من المفاوضات حول التهدئة».
هذا الفشل قابله إعلان عودة جلعاد الأسبوع المقبل إلى مصر لاستكمال المباحثات مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان لإبلاغه الرد الإسرائيلي النهائي على مشروع الهدنة المصري. وأكد المتحدث باسم باراك، رونن موشي، أن الوقت «لا يزال مبكراً للتحدث عن فشل».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مصر رفضت الشروط الإسرائيلية لتحقيق التهدئة.
ونسبت الصحيفة إلى سليمان قوله إن «التقدم في قضية الجندي الأسير، لا يرتبط بتحقيق التهدئة مع حماس».
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الدولة العبرية قدمت للمصريين مخطط اتفاق التهدئة وهو يتشكل من مرحلتين؛ الأولى تتعهد الفصائل خلالها، برقابة مصرية، بمنع تهريب وسائل القتال، والأموال، على أن تلتزم إسرائيل في المقابل بعدم القيام بعملية عسكرية واسعة.
أما في المرحلة الثانية فتوافق إسرائيل على تشغيل معبر رفح، والسماح بنقل البضائع وانتقال الأشخاص بين مصر وقطاع غزة، في مقابل حصول تقدم نوعي في صفقة تحرير شاليط. وعرض المصريون على إسرائيل موقف «حماس» القائل بأنها ستكفّ عن تهريب الوسائل القتالية إذا تعهدت إسرائيل بعدم استخدام القوة في قطاع غزة.
في المقابل، أكد مصدر أمني مصري رفيع المستوى أن هناك اتفاقاً تاماً بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول الرؤية المصرية للتهدئة في قطاع غزة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المصدر الأمني قوله إن عمر سليمان أبلغ عاموس جلعاد «موافقة حركة حماس على الرؤية المصرية والمقترحات التي عرضها الوزير عمر سليمان على المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل». وأعرب المصدر «عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة انفراجاً في الأزمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ضوء الاتصالات المكثفة التي قام بها سليمان ولقاءاته بالمسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولاً إلى فتح المعابر مع إسرائيل ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وتبادل الأسرى».