اتهم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، باغان أموم، أمس، الحكومة السودانية بممارسة «تطهير عرقي» في منطقة أبيي الاستراتيجية، مشبّهاً شركاءه في التحالف الشمالي بالنازيين، ومؤكداً أن السودان أضحى على «حافة الحرب الأهلية». وقال أموم، في حديث إلى وكالة «فرانس برس»، «لقد ارتكبوا تطهيراً عرقياً خطيراً وسبّبوا نزوح مئة ألف شخص، وحرقوا قراهم ونهبوا ممتلكاتهم، وذلك ليس إلا لأنهم من قبيلة الدينكا»، موجهاً أصابع الاتهام إلى القوات الحكومية في المعارك العنيفة التي جرت الأسبوع الماضي في منطقة أبيي التي يدّعي الطرفان أحقيته فيها.ورأى أموم أنه في هذه الخطوات، على ما يبدو، «مؤشر واضح على تفكير حزب المؤتمر الوطني الحاكم بحل نهائي لمسألة أبيي عبر قتل الناس وتهجيرهم. حل نهائي يشبه ما فعله النازيون باليهود الذين تم إرسالهم إلى معسكرات اعتقال وقتلهم». وأضاف «إزاء الوضع الحالي، فإن الفريقين أضحيا على شفا حرب أهلية. والسبيل الوحيد لتفاديها هو نزع سلاح المنطقة وتطبيق بروتوكول أبيي» الذي يفترض أن تجري بموجبه إدارة المنطقة إلى حين تنظيم استفتاء تقرير المصير في 2011.
وقال أموم «حدثت اشتباكات بالفعل، وإن قوات الحكومة الشمالية تعزز مواقعها». وأضاف: «أنا متأكد من أن ذلك سيستدعي رداً من الجيش الشعبي لتحرير السودان». ووصف المعارك بأنها أخطر أزمة تهدد اتفاق السلام الشامل.
ورأى المسؤول الثاني في الحركة الشعبية «أن المراقبين الدوليين أصبحوا من دون جدوى، وأن المطلوب قوات أممية. وإذا لم تتمكن الأسرة الدولية من التدخل الآن لحماية المدنيين، فما فائدة الأسرة الدولية؟»، واصفاً الرد السياسي الدولي «بالبطء واللامبالاة».
(أ ف ب، رويترز)