حمد بن جاسم في طهران: أميركا غير مرتاحة لاتّفاق الدوحة
القاهرة ــ خالد محمود رمضانوكانت معلومات تردّدت عن إمكان زيارة رئيس المخابرات المصريّة عمر سليمان إلى دمشق لنقل رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى نظيره السوري بشار الأسد بعد الانفراج الذي شهده الملف اللبناني، غير أن مسؤولاً سوريّاً رفيع المستوى نفى هذه المعلومات. وقال لـ«الأخبار» إن لا علم له بأي ترتيبات لزيارة كهذه، مشيراً إلى أن دمشق سمعت بهذه المعلومات أيضاً، لكن لا أساس لها من الصحة.
ورفض المسؤول السوري التعليق على مدى التقدم الذي أحرزته الوساطة التي تقودها الدبلوماسية القطرية لتقريب وجهات النظر بين القاهرة ودمشق، تمهيداً لعقد لقاء مصالحة بين مبارك والأسد. لكن مصادر عربية واسعة الاطلاع أبلغت «الأخبار» أن القاهرة تنتظر قيام مسؤول قطري رفيع المستوى بزيارتها في القريب العاجل لإطلاع الرئيس المصري على تفاصيل الموقف السوري من الوساطة القطرية. ورأت أن «الدوحة حقّقت تقدّماً مبدئيّاً لحلحلة الأمور بين الطرفين، بينما لا تزال السعودية تتحفظ على أي وساطة عربية مع سوريا».
وكانت قطر قد جددت مساعيها لتقريب وجهات النظر بين سوريا من جهة، وكل من مصر والسعودية من جهة أخرى. والتقى رئيس الوزراء القطري الرئيس السوري في دمشق أول من أمس وسط تكهنات بأن المحادثات تطرقت إلى ملف الخلافات العربية ـــ العربية، ولا سيما أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى كان سبق له أن التقى الأسد، مؤكداً أن الخلافات العربيّة ـــ العربية كانت في مقدمة المباحثات.
وقالت مصادر عربية واسعة الاطلاع لـ«الأخبار» إن الدوحة بدأت مرحلة جس نبض لمعرفة إمكان عقد لقاء مصالحة مبدئي بين مبارك والأسد على أساس أن محور الخلافات المصرية السورية كان الأزمة اللبنانية، مشيرة إلى أن سوريا لا تمانع مطلقاً في محاولة قطر تنقية الأجواء العربية.
وفي طهران، التي وصل إليها حمد بن جاسم أول من أمس، التقى رئيس الوزراء القطري أمس الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وأشاد «بدور إيران الإيجابي في تحقيق الاتفاق بين المجموعات اللبنانية ونجاح اجتماع الدوحة». وأشار، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، إلى «عدم ارتياح أميركا من نجاح اجتماع الدوحة»، مؤكداً أن «على شعوب المنطقة أن تحل مشكلاتها بنفسها».
بدوره، دعا نجاد إلى ضرورة الحفاظ على اتفاق المجموعات اللبنانية «لأن الأعداء بصدد إثارة الفتن، وأن حوادث لبنان واتفاق الدوحة أوجدا ظروفاً جديدة في المنطقة، ومنحا فرصاً جيدة لشعوب المنطقة». وأشار إلى دور قطر «البنّاء» في المنطقة، مشيراً إلى أن اجتماع الدوحة (بين القيادات اللبنانية) والاتفاقيات المبرمة فيه «تحمل تجارب قيمة لحل المشكلات من جانب دول المنطقة».