strong>رغم ملامح الفشل في الخطوات الأولى للوساطة لحل الخلافات العربية ـــ العربية، يبدو أن المحاولات والمراسلات مستمرة، وخصوصاً بين مصر وسوريا، التي وصل إليها موفد ليبي بعدما كان التقى الرئيس المصري حسني مبارك
القاهرة ــ خالد محمود رمضان
تمنّى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، بعد لقائه الرئيس المصري في القاهرة أمس، «التحسن في العلاقات العربية كلها، وبين كل دولة عربية وأخرى»، فيما نفى مسؤول سوري لـ«الأخبار» نقل موسى رسالة من الرئيس السوري إلى مبارك.
وقالت مصادر عربية لـ«الأخبار» إن موسى فاتح الأسد، لدى لقائهما أول من أمس، في أهمية احتواء الخلافات بين القاهرة ودمشق من جهة، والرياض ودمشق من جهة أخرى، كما شدد على أهمية التضامن العربي في هذه المرحلة الحساسة. وكشفت عن أن موسى رسم خريطة قاتمة للوضع العربي في ظل استمرار الخلافات العربية، وكيف أنها تؤثر سلباً على دور الجامعة العربية وقيامها بالمهمات المنوطة بها.
ونقلت المصادر عن موسى قوله «هذه المرحلة لا تستوجب المحاور والتلاعب بالألفاظ، بل يجب البناء على ما تم في اتفاق الدوحة»، مشيراً إلى أن «ما حدث في قطر وأدى إلى حلحلة الأزمة اللبنانية دليل قاطع على أن بإمكان العرب عدم السماح بتدويل قضاياهم». وتمنى على الأسد، بحكم رئاسته للقمة العربية، «القيام بمبادرات خلاقة تجاه مصر والسعودية وعدم السماح لمثيري الفتن بالاستفادة من هذا الوضع». وقالت المصادر إن موسى دعا إلى «إحياء محور القاهرة والرياض ودمشق، على اعتبار أنه مثّل دوماً القاطرة لمفهوم العمل العربي المشترك وقيادة الأمة في الظروف الصعبة».
في المقابل، رد الأسد، وفق المصادر نفسها، بالقول إن «دمشق تعي حجم المخاطر التي يتعرض لها النظام الإقليمي العربي، وإنها صبرت كثيراً على جحود بعض الإخوان الذين اتهموها بمحاولة خطف ملف لبنان والتدّخل فيه بشكل سلبي». وأضاف أن بلاده «ليست في محور أعداء الأمة»، في إشارة إلى العلاقات بين مصر والسعودية مع إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش.
وكان موسى أعلن غداة لقائه مبارك عن أنه «لا بد من تكثيف اللقاءات العربية التي تقوم بها الجامعة العربية، حتى يمكن تحريك الأمور»، واصفاً مسألة العلاقات العربية ـــ العربية بأنها «مهمة للغاية». ودعا إلى استثمار «النجاح العربي في التعامل مع الأزمة السياسية اللبنانية». وأشار إلى أن المشاورات العربية تجرى حالياً بشأن القضية الفلسطينية والعلاقة الفلسطينية ـــ الفلسطينية.
ورداً على سؤال عن لبنان، قال موسى «أعتقد، من خلال اطلاعي على تفاصيل الأمور، أننا قد وصلنا في لبنان إلى محطّة رئيسة سيتحمّل من يفسدها من الأطراف اللبنانية مسؤولية ضخمة للغاية، لذلك دعونا نتابع الأمر بشيء من التفاؤل».
وعن رؤيته للعلاقات المصرية ـــ السورية، قال موسى «من الطبيعي أن تكون العلاقات طيبة، ما يحقّق المصلحة للجميع، وأعتقد أن تحسن الجو العربي العام يمكن أن يصب في خانة تحسين العلاقات العربية ـــ العربية».
وبالتزامن مع ما يحكى عن رسالة موسى، فقد أوفد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ابن عمه والمنسق الخاص للعلاقات الليبية ـــ المصرية، أحمد قذاف الدم، إلى دمشق، لنقل رسالة شفوية من القذافي إلى الرئيس السوري تتعلق بمجمل العلاقات العربية وضرورة استغلال المناخ الراهن لتحقيق مصالحة عربية ـــ عربية على الأقل بين القاهرة ودمشق.
ولفت أحمد قذاف الدم، الذي التقى الرئيس المصري قبيل مغادرته القاهرة إلى دمشق، أن الرسالة تتعلق بالقضايا التي «تحيط بنا، والمخاطر والتحديات التي تواجهنا، وذلك في إطار تحرك ليبي للتنسيق مع الدول العربية». ولدى سؤاله عما إذا كانت هناك وساطة ليبية بين مصر وسوريا، رد مبعوث القذافي بالقول «إنهما ليسا في حاجة إلى وساطة».