غزة ــ رائد لافيووصل توتو وفريق لجنة التحقيق عبر معبر رفح الحدودي مع مصر أول من أمس، بعد منع دولة الاحتلال الإسرائيلي مروره من خلال معبر بيت حانون «إيرز» منذ وقوع المجزرة. وقال توتو إن «ما رأيناه وسمعناه أكبر من قدرة البشر على الاستيعاب»، واصفاً الحصار المفروض على غزة بأنه «غير قانوني ويجب أن ينتهي على الفور».
والتقى توتو رئيس بلدية بيت حانون محمد نازك الكفارنة ضمن سلسلة لقاءات وشهادات مع مسؤولين وحقوقيين وسكان لصياغة تقريره عن المجزرة، الذي سيرفعه لمجلس حقوق الإنسان الذي يتخذ من جنيف مقراً.
واستعرض الكفارنة ما تتعرض له بلدة بيت حانون جراء الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية المتكررة، مشيراً إلى أنها «من أكثر المدن الفلسطينية تعرضاً لاستهداف آليات الاحتلال خلال سنوات الانتفاضة». وأشار إلى أن 3.5 في المئة من سكان بلدة بيت حانون البالغ عددهم 42 ألف نسمة، أصبحوا معاقين بفعل استهدافهم من جانب قوات الاحتلال.
ورفض الكفارنة ادعاءات الاحتلال بأن مجزرة عائلة العثامنة وقعت نتيجة «خطأ تقني»، قائلاً «إننا يمكن أن نصدق بخطأ قذيفة واحدة. أما أن تنهال على المنزل مجموعة من القذائف بين كل واحدة والثانية ما يزيد عن خمس دقائق فهذا أمر يستحيل أن يدخل في نطاق الخطأ».
وكان توتو التقى رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية فور وصوله غزة، مشيراً إلى أن مهمة التحقيق في مجزرة عائلة العثامنة تهدف إلى «حماية الفلسطينيين من اعتداءات مماثلة في المستقبل». وقال هنية إن «تاريخ الشعب الفلسطيني منذ النكبة مليء بالمذابح». وأضاف أنه أعطى تعليماته لكل الوزارات المعنية لتسهيل مهمة لجنة التحقيق وتوفير المعلومات المطلوبة.
ميدانياً، استشهد مقاومان فلسطينيان، وأصيب ثمانية آخرون بجروح متفاوتة، في عملية توغل تخلّلتها غارات جوية في محيط معبر صوفا شرق مدينة رفح جنوب القطاع، في وقت أصيب فيه أحد جنود الاحتلال برصاص المقاومة.
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقاوم في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أسامة الغوطي (20 عاماً)، والمقاوم في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، عبد الرزاق أبو معمر (21 عاماً)، في غارة جوية استهدفت نشطاء المقاومة خلال التصدي لعملية التوغل.
وأقرت مصادر عسكرية إسرائيلية بإصابة أحد جنود الاحتلال بجروح خلال تصدي فصائل المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال المتوغلة في المنطقة. وادعى متحدث باسم جيش الاحتلال، للإذاعة العبرية، أن «جندياً أصيب بجروح طفيفة خلال نشاط أمني قامت به قوات من لواء غفعاتي ومن سلاح المدرعات قرب معبر صوفا جنوب قطاع غزة».
وفي سياق تداعيات الحصار على المرضى، أعلنت مصادر طبية عن استشهاد الرضيع بشير حمو (شهران)، وجهاد علي (20 عاماً)، ليرتفع عدد شهداء الحصار إلى 169، جراء نقص الأدوية، وعدم تمكنهم من السفر لتلقي العلاج في الخارج بسبب الحصار الإسرائيلي المشدّد.