واشنطن ــ محمد سعيدأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أمس، عزمها على التحقيق في تقرير أشار إلى أنها سحبت منحاً دراسية من طلاب فلسطينيين في قطاع غزة. وقال التقرير، الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، إن وزيرة الخارجية الأميركية سحبت جميع منح «فولبرايت» المقدّمة إلى الطلبة الفلسطينيين في غزة، والساعين للحصول على درجات علمية متقدمة في المعاهد الأميركية هذا الخريف، بسبب عدم منح إسرائيل تصاريح مغادرة الأراضي الفلسطينية لهؤلاء الطلبة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه نظراً إلى سياسة إسرائيل لعزل قطاع غزة الذي يخضع لإدارة حركة «حماس»، فإن القنصلية الأميركية في القدس المحتلة قالت إنه تمّت «إعادة توجيه» أموال المنح إلى الطلبة في مكان آخر، من دون أي مخاوف من أن تضيع هذه المنح إذا ما أُجبر الطلبة الفلسطينيون على البقاء في غزّة، مطالبةً إيّاهم بالتقدم مرة ثانية العام المقبل.
وقالت رايس، للصحافيين الذين رافقوها في طريق عودتها من استكهولم، حيث شاركت في مؤتمر دولي عن العراق، «لم أعلم بهذا وسأنظر في الأمر». وأضافت «ربما هناك أسباب لذلك، لكني أريد أن أنظر في السبب».
وقد أُرسل خطاب عبر البريد الإلكتروني إلى الطلبة يوم الخميس الماضي، لإعلامهم بإلغاء المنحة. وأصاب هذا الخطاب الشاب الفلسطيني عبد الرحمن عبد اللّه (30 عاماً) بالصدمة، قائلاً إنه إذا «كان الحديث يدور حول السلام والتفاهم المشترك، فإن هذا يعني ضرورة الاستثمار في البشر الذين سيسهمون لاحقاً في بناء المجتمع الفلسطيني».
وأبدى بعض صنّاع القرار الإسرائيليين، الذين عقدوا جلسة استماع بشأن مسألة السماح بخروج الطلبة من غزة لتلقّي الدراسة، «غضبهم لفشل الحكومة الإسرائيلية في الدفع باتجاه التنمية التعليمية والمدنية لفلسطين المستقبلية، في ظل وجود المئات من الطلبة الذين يتلقّون منحاً من الولايات المتحدة والحكومات الغربية».
وأشار رئيس لجنة التعليم في الكنيست الإسرائيلي، الحاخام ميشيل ميلشيور، إلى أنه «يمكن تفسير هذا باعتباره عقاباً جماعياً. هذه السياسة لا تتماشى مع المعايير الدولية أو الأخلاقية لليهود الذين كانوا عرضة للحرمان من التعليم العالي في الماضي»، مضيفاً إنه حتى في فترات الحروب هناك قواعد تحكم التصرفات العامة.
وطلبت لجنة التعليم في الكنيست من الحكومة والجيش إعادة النظر في السياسة الحالية، والردّ عليها في غضون أسبوعين. وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى في حال تغيير السياسة، فإن منح «فولبرايت» السبع ضاعت على طلبة غزة هذا العام.