يعلن الرئيس السابق للحكومة العراقية، ابراهيم الجعفري، في احتفال جماهيري ورسمي في بغداد اليوم ولادة «تيار الإصلاح الوطني العراقي». وسيمثّل الإعلان عن التيار مصادقة فعلية على الانفصال التنظيمي الكامل بين الجعفري وقيادة حزب الدعوة الحالية برئاسة نوري المالكي. ويرى دبلوماسيون عرب وأجانب في بغداد أن ولادة تيار الإصلاح ستقلب الطاولة على التحالفات القائمة، «لأنه ربما سيكون التيار السياسي الأكثر تأثيراً في الساحة العراقية»، بالنظر إلى ما يتمتع به الجعفري من حضور قوي فيها، وإلى طبيعة الشخصيات والرموز التي سيضمّها، ولا سيما نخبة مميزة من القيادات السنية الإسلامية والعلمانية والعشائرية.وبحسب مصادر موثوقة، فإنّ التيار الجديد أجرى مشاورات مكثفة مع عدد كبير من القوى السياسية البارزة لضمها إلى تجمع برلماني أوسع يكون بزعامة الجعفري أيضاً. ومن أبرز هذه القوى: التيار الصدري وقائمة إياد علاوي وحزب الفضيلة وكتلة «الحوار الوطني» بزعامة صالح المطلك، فضلاً عن مجلس «إسناد ديالى» وعدد كبير من القبائل والعشائر، وعدد من الجماعات المسلحة التي كانت تعمل سراً، والتي استطاع الجعفري استقطابها وضمها إلى العملية السياسية.
في هذا الوقت، نظّم الصدريّون أمس، أولى التظاهرات في كلّ من مدينة الصدر والكوفة والكوت والبصرة التي دعا إليها زعيمهم مقتدى الصدر، لرفض توقيع اتفاقية طويلة الأمد بين بغداد وواشنطن.
وفيما أكّد المتحدث باسم التيار في النجف، صلاح العبيدي، أنّ مناصريه «سيتظاهرون بعد كل صلاة جمعة إلى حين تنفيذ مطالبنا بعدم توقيع الاتفاقية»، حذّر القيادي مهنّد الغراوي، خلال خطبة الجمعة في المدينة، من أن «الاتفاقية تقيّد العراق وتعطي 99 في المئة من البلاد إلى أميركا». وأضاف الغراوي، وهو يرتدي علم العراق، أن الاتفاق «سيضع (شخصاً) أميركياً في كلّ بيت عراقي».
وفي السياق، رأى المالكي، أنّ التقدم الاقتصادي والأمني في بلاد الرافدين يعكس تقدّم المصالحة الوطنية. وقال، للصحافيين خلال اليوم الثاني لمؤتمر «تقييم العهد الدولي مع العراق» في العاصمة السويدية استوكهولم، «لقد وصلنا تقريباً إلى نهاية العملية الطويلة (المصالحة الوطنية)، متابعاً «لا يعني ذلك أنّ الجميع سيحصل على قطعة مساوية من الكعكة العراقية، لكن يعني أن على الجميع إظهار التزام بعراق موحّد وديموقراطي».
إلى ذلك، حذّر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، خلال استقباله نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، من تغيير الاستراتيجية الأميركية في العراق.
وعن الاتفاقيّة الأميركية ــــ العراقية، أشار لاريجاني إلى أنّ بلاده لديها «هواجس وقلق من أن يقوم الأميركيون الذين مُنوا بهزائم عديدة في موضوع السلطة في العراق، بانتهاج أسلوب القوة الناعمة بحيث تمسّ بالسيادة الوطنية العراقية». وطلب لاريجاني من عبد المهدي بصفته «من زعماء العراق الواعين»، بأن يهتم «بالجوانب المتعددة لهذا الموضوع».
وردّ عبد المهدي، بحسب وكالة «مهر» الإيرانية، بأن القلق الإيراني «مشروع»، وبأن القادة العراقيين يشعرون أيضاً «بحساسية تجاه هذه القضية». وأكد «إننا جميعاً نرفض الهيمنة الأجنبية على العراق، وسنواصل المسيرة بقوة وحكمة لتحقيق النصر النهائي، وفي هذه المسيرة فإننا بحاجة إلى مساعدة المرجعية والشعب وأصدقائنا مثل إيران».
ميدانياً، سقط نحو سبعة عراقيّين في أعمال عنف متعدّدة في مختلف أنحاء العراق.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز)