غزة ـ رائد لافيالقاهرة ـ الأخبار
قد يكون الإعلان الإسرائيلي عن فرقة مغاوير مصرية لمكافحة أنفاق قطاع غزة جزءاً من اتفاق متكامل بشأن التهدئة بين إسرائيل وحركة «حماس»، ولا سيما أن أحد شروطها بالنسبة إلى الدولة العبرية ضمانات وقف تهريب الأسلحة إلى القطاع
كشف مسؤولون إسرائيليون أمنيون أمس عن أن الجيش المصري يعمل على تأسيس وحدة مغاوير لكشف وتدمير الأنفاق التي استخدمت لتهريب الأسلحة والمتفجرات من سيناء إلى قطاع غزة، بعدما صنّعت الولايات المتحدة في نيسان الماضي أجهزة لكشف الأنفاق، يتعيّن نشرها على طول محور فيلادلفي لتستخدمها القوات المصرية من أجل التدمير.
وقال مسؤول أمني رفيع المستوى، لـصحيفة «جيروزاليم بوست»، أوّل من أمس، إن المصريين يؤلّفون فريقاً من نخبة الجنود سيدخلون إلى الأنفاق، ويزرعون المتفجرات داخلها ثم يفجّرونها.
وبعد رفض مصر عودة مواطنيها العالقين عند معبر رفح إلى أراضيها بحجة عدم معرفة مبرّرات دخولهم إلى قطاع غزة، أعلن مسؤول في أجهزة الأمن المصرية موافقة بلاده على السماح لنحو 500 منهم بالعودة عبر معبر رفح.
في هذا الوقت، وبعد تجديد المبادرة «الحمساوية» أول من أمس لتبادل الأسرى، ارتفعت نبرة الحركة إلى مستوى أعلى، إذ هدّد أمين سر كتلة «حماس» البرلمانية، النائب مشير المصري، بأن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة منذ نحو عامين، جلعاد شاليط، «لن يرى النور ما لم تتم صفقة تبادل الأسرى»، متهماً دولة الاحتلال بـ«استغلال عامل الوقت في المماطلة بإتمام عملية التبادل، للبحث عن مكان اعتقال شاليط»، مطالباً فصائل المقاومة بالعمل على «أسر المزيد من جنود الاحتلال لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، كطريق وحيد للإفراج عن آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية».
ميدانياً، أعلنت كتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، استشهاد اثنين من عناصرها هما يحيى براك (25 عاماً)، وعبد اللّه اللوح (24 عاماً)، وإصابة ثالث بجروح، خلال اشتباكات مسلّحة عنيفة في منطقة وادي السلقا، شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وبحسب مصادر أمنية فلسطينية، اعتقلت القوات الخاصة الإسرائيلية نحو سبعة شبان فلسطينيين من سكان المنطقة التي شهدت عملية التوغل، قبل أن تنسحب.
وفي السياق، أعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن قصف موقعين عسكريين إسرائيليين شرق مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، بسبع قذائف هاون. كما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، مسؤوليتها عن استهداف قوة راجلة إسرائيلية بقذيفة هاون، شرق مخيم المغازي للاجئين وسط القطاع.
واعترفت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب أبو علي مصطفى، الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بمسؤوليتهما المشتركة عن إطلاق قذيفتي «آر. بي. جي» تجاه دبابة إسرائيلية تجاوزت الجدار الإلكتروني شرق مخيم المغازي. وأقرّت مصادر إسرائيلية، في حديث إلى الإذاعة العبرية، بإصابة مستوطنين إسرائيليين بجروح، ووقوع أضرار مادية في عدد من المنازل.
إلى ذلك، انتقدت منظمة الصحة العالمية بشدة إسرائيل لرفضها منح تصاريح مرور لمرضى فلسطينيين في غزة، أو تأخير إعطائها. وأشار المسؤول في منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، امبرويو ماننتي، إلى حالات مرضى توفوا وهم ينتظرون إذناً بتلقّي العلاج في إسرائيل، وهو أمر «غير معقول وغير إنساني ومأساوي في النهاية». وأضاف «إن الحصول على العلاج يبدو كأنه حق اختياري للفلسطينيين».
إلى ذلك، رأى رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي مع إسرائيل، أحمد قريع، أن الحديث عن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي هو محاولة لضرب عملية السلام والمفاوضات. وأضاف أنه ليس واثقاً من «جدية» وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، «فالتصريحات شيء، والعمل على الأرض شيء آخر».