واشنطن ـ محمد سعيدحثّت الإدارة الأميركيّة مجلس الشيوخ على ضرورة المصادقة على تعيين السفير الأميركي لدى ليبيا، جين كريتز، الذي كان قد رشّحه الرئيس جورج بوش في تمّوز من العام الماضي، في إطار إجراء رفع طرابلس الغرب عن قائمة «الدول الراعية للإرهاب».
وقال نائب مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، في مؤتمر عن العلاقات الأميركيّة ـ الليبية أوّل من أمس، إنّ المصادقة على تعيين كريتز ستؤدّي إلى تكثيف العمل لحلّ ما بقي من تعويضات «قضية لوكربي» التي يتذرّع بها الكونغرس لتعطيل التعيين. وأضاف أنّ الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني والاستخباري في مجال «مكافحة الإرهاب».
وأكّد فيلتمان، في كلمته أمام المؤتمر، أنّ قضيّتي حقوق الإنسان وصرف ليبيا للتعويضات الباقية لأهالي ضحايا حادث لوكربي يمثّلان عنصرين أساسيّين في الجهود الرامية لتحسين العلاقات مع ليبيا. ودعا طرابلس إلى إجراء إصلاحات ديموقراطيّة وتشريعيّة، بشكل يؤدي إلى إبرام ما يشبه العقد الاجتماعي، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم يد العون لليبيا من أجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان فيها.
وتبذل إدارة بوش، بحسب فيلتمان، جهوداً كبيرة نحو تطبيع العلاقات مع ليبيا. وأكّد أنّ «وجود سفير لنا في طرابلس سيساعدنا على إحراز تقدّم في حلّ المشاكل القضائية، لأنّ هذه القضية تمثِّل حتماً جزءاً مهماً من علاقتنا الثنائية، وهي هدف سياسي رئيسي بالنسبة إلينا».
ويشكو الليبيّون، وخصوصاً المسؤولين عن سفر الطلّاب للدراسة في الولايات المتحدة، المتوقّع أن يصل عددهم إلى 6 آلاف طالب العام المقبل، اضطرارهم إلى الحصول على تأشيرات دخول الولايات المتحدة من السفارات الأميركية في تونس أو مصر أو الجزائر.
وكانت وزارة الخارجيّة الأميركية قد أعلنت أنّها في صدد دراسة مقترح ليبي للتوصّل إلى تسوية شاملة لكل القضايا العالقة، بما فيها مسألة التعويضات والسفير ووقف كل الدعاوى القضائيّة القائمة ضد ليبيا.
وقال نائب وزير الخارجية الليبي لشؤون الهجرة والمغتربين، علي الريشي، الذي شارك في مؤتمر واشنطن، إنّ الاقتراح الذي قدّمته الحكومة الليبية يتعامل مع كل القضايا التي تعوق استكمال تطبيع العلاقات. وأضاف أنّه لا بد لليبيا من الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة بعدم بروز معوِّقات أخرى أمام مسيرة تحسين العلاقات.
وأوضح الريشي أن ليبيا منحت الإدارة الأميركيّة مُهَل عديدة وفترة زمنيّة زادت على 6 أشهر بعد انقضاء موعد هذا الاستحقاق، إلى أن اضطرّت إلى سحب الأموال التي كانت مخصّصة للمرحلة الرابعة والأخيرة من تعويضات لوكربي من البنك السويسري الذي أودعت به.
وأكّد الريشي أن ليبيا تفضل إقامة علاقات استراتيجيّة مع الولايات المتحدة على إقامة مثل هذه العلاقات مع أوروبا، وعزا ذلك إلى عدم وجود خلفيّة استعمارية للولايات المتحدة مع ليبيا على عكس الوضع مع أوروبا التى لا تزال ليبيا ودول أفريقيا تتجرع مرارة ميراث استعمارها لها.