بعد حكم دام نحو 28 عاماً، ورغم معارضة المؤسسة العسكرية، رضخ موغابي للعملية الديموقراطية وقرّر نقل السلطة بشكل هادئ إلى زعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي الذي نفى ما تردّد عن إجراء محادثات مع الحزب الحاكم لنقل السلطة. وقال المسؤول الكبير في حزب الاتحاد الوطني الأفريقي في زيمبابوي ـ الجبهة الوطنية، الحاكم، طالباً عدم كشف اسمه إنّ موغابي «مستعدّ للتخلّي عن السلطة لأنه لا يريد إحراج نفسه بخوض جولة ثانية» من الانتخابات الرئاسية. وتابع أنّ «شخصاً واحداً ما زال يمنعه من ذلك وهو قائد الجيش» أوغوستين تشيونغا.وأكّد مسؤولان دبلوماسيان أوروبيان في هراري أنّه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بين المعارضة وأوساط موغابي، وقال أحدهما إنّ «كل شيء يسير في اتجاه رحيل الرئيس موغابي بشكل هادئ». كذلك قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أمس، إنّ حركة المعارضة في زيمبابوي تجري محادثات مع الحزب الحاكم الذي يقوده موغابي بشأن ما إذا كان يتعيّن عليه الاستقالة عقب انتخابات الرئاسة التي وضعت المعارضة في المقدّمة.
وفي السياق، نقلت وكالة «الأسوشيتد برس» عن رجل أعمال مقرّب من اللجنة الانتخابية وأحد المحامين المقرّبين من المعارضة قولهما إنّ مستشاري الرئيس أجروا محادثات مع الزعيم المعارض تسفانجيراي بشأن عملية نقل السلطة إلى الأخير. وقال رجل الأعمال إنّ موغابي «تحوّل من بطل استقلال إلى طاغية متهم، وإنّه يؤيّد انتقال الرئاسة إلى منافسه». وأضاف أنّ مدير الأمن في هراري طلب من اللجنة الانتخابية أن تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية من أجل منع مظاهر الاحتفالات في البلد والتي يمكن أن تؤدي إلى أعمال عنف وشغب بين أنصار السطة والموالاة. فيما كشف المحامي أنّ مساعدي موغابي وتسفانجيراي يناقشون «الإجراءات الانتقالية».
وردّاً على صحة هذه المعلومات، قال الأمين العام للحركة من أجل التغيير الديموقراطي تنداي بيتي «هذا هراء». واكتفى بهذا القول وقطع الاتصال الذي أجرته معه الوكالة، فيما نفى تسفانجيراي إجراء محادثات مع موغابي للاتفاق على صيغة تنحّيه.
وأصدرت اللجنة ما يقارب نتيجة 142 مقعداً برلمانياً من أصل 210 مقاعد، وحصلت الحركة المعارضة على 72 مقعداً مقابل 70 مقعداً لحزب موغابي. وفي بيان لاحق أعلنت شبكة دعم الانتخابات المستقلة أنّ تسفاجيراي حصل على 49 في المئة من الأصوات، فيما يحتاج المرشح الرئاسي إلى 50 في المئة زائداً واحداً من الأصوات كي يتجنّب إعادة ثانية لانتخابه تحصل في غضون 21 يوماً.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)