strong>لم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بما أعلن الأسبوع الماضي عن مشاريع استيطانية، لتضيف إليها أمس نحو ألفي وحدة جديدة في الضفة الغربية، ضاربة عرض الحائط بما يروّج عن «التزامات» خريطة الطريق
رام الله ــ الأخبار
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن إسرائيل تعتزم بناء نحو ألفي وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية خلال عام 2008. وأوضحت أن جميع الوحدات ستبنى في التكتلات الاستيطانية الكبرى التي تريد إسرائيل الاحتفاظ بها، في إطار اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين، ومنها معاليه أدوميم وأرييل.
وتشير الإحصاءات إلى أن تنفيذ هذا المشروع، الذي حدّدت وزارة الإسكان الإسرائيلية تفاصيله في خطتها السنوية، يعني إضافة ما يصل إلى 1908 وحدات سكنية إلى المستوطنات الإسرائيلية، وهو الرقم الأكبر منذ حقبة التسعينيات من القرن الماضي، حين بلغت عملية الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية ذروتها، إذ وصل معدّل تشييد الوحدات السكنية إلى خمسة آلاف سنوياً. وبحسب المخطّطات، ستُوَسَّع المستوطنات خلال العام الجاري، وستُبنى 158 وحدة سكنية في مستوطنة «أوفرات»، و682 وحدة في «بيتار عيليت»، و160 وحدة في «غفعات بنيامين»، و510 وحدات في «غفعات زئيف»، و302 وحدة في «معاليه أدوميم»، و 48 وحدة في «كريات أربع» و 48 وحدة في «أريئيل». كما تشمل المخططات بناء 330 وحدة سكنية في حي جديد في مستوطنة «غفعات زئيف»، وأطلقت على الحي اسم «أغان هأيالوت».
ونقلت الصحيفة عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قوله إن «مشروع غفعات زئيف موضوع على طاولة وزير الدفاع. وقُدِّم طلب لبناء 330 وحدة سكنية، وسيصادق وزير الدفاع عليها في الأيام القريبة المقبلة، وصادقنا قبل بضعة أسابيع على بناء 48 وحدة سكنية في أريئيل، وهو أمر مقبول من رئيس الحكومة، وسيُنَفَّذ المشروع».
وفي السياق، أعلن وزير الزراعة الفلسطيني، محمود الهباش، أن الجانب الفلسطيني «لا يمكن أن يوافق على اقتطاع أي جزء من الدولة الفلسطينية، لا للاستيطان ولا لغيره»، مشيراً إلى أنه «يمكن أن يكون هناك تفاوض في ما يتعلق بإمكان تبادل بسيط في حدود ضيقة لأراضٍ في مقابل الممر الآمن الذي سيربط قطاع غزة بالضفة الغربية».
وأكد الهباش أن «الاستيطان القديم والجديد والسابق واللاحق، جميعه بحسب القانون الدولي غير شرعي، وأي استمرار في تنفيذ المخططات الاستيطانية هو نسف لعملية السلام، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بالكف عن الأنشطة الاستيطانية التي تخالف خريطة الطريق ومقررات أنابوليس».
كما اتهم الأمين العام للجبهة الإسلامية ـ المسيحة للدفاع عن القدس والمقدسات، حسن خاطر الأمين، أولمرت «بتعمد حل الخلافات السياسية مع خصومه على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه في القدس والمقدسات».
وتترافق الإجراءات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة مع إجراءات ميدانية على الأرض، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 18 فلسطينياً في الضفة، بينهم طالب جامعي ومسؤول في «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في جنين، بعد اشتباكات خاضتها الأخيرة إلى جانب «كتائب الأقصى» مع قوة إسرائيلية توغلت في المخيم.
وأوضحت «سرايا القدس» أن قوة إسرائيلية كبيرة توغلت في مخيم جنين وخاضت اشتباكات مع مقاومين من «السرايا» و«كتائب الأقصى»، قبل أن تُحاصر منزل يعود لأحد المواطنين، وتعتقل من داخله أحمد الخفيف، القيادي في «السرايا»، وأحد مقاومي الأقصى، ويدعى عمار أبو غليون. كما أعلنتا مسؤوليتهما المشتركة عن إطلاق النار باتجاه مستوطنة حرميش الإسرائيلية، شمال طولكرم في الضفة.
إلى ذلك، ذكرت «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي يشتبه في ضلوع المعتقلين الـ17 في «أنشطة إرهابية» تستهدف المستوطنين في الضفة.