strong>بعد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، استضاف الرئيس المصري حسني مبارك أمس الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، مع تزايد الحديث عن قرب عقد «قمّة مصغّرة» لبحث الأزمة اللبنانيةالقاهرة ــ الأخبار
أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس إمكان عقد قمّة عربية مصغّرة، مشيراً إلى أن «الفكرة لا تزال مطروحة»، وهو ما شدّد عليه أيضاً المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد.
وأكد عواد، عقب قمة ثلاثية مفاجئة جمعت في القاهرة أمس الرئيس المصري حسنى مبارك والملك الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن «كل الاحتمالات مفتوحة في إطار السعي لتعزيز العمل العربي المشترك».
أما أبو الغيط فقال من جهته، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني صلاح البشير عقب القمة الثلاثية، إن المباحثات «تطرقت إلى نتائج القمة العربية التي عقدت في دمشق والمسألة اللبنانية والمبادرة العربية المعنية بلبنان والوضع في العراق».
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك مقترحات جديدة تم طرحها لحل الأزمة اللبنانية، قال أبو الغيط إن «المبادرة العربية بهذا الشأن هي المبادرة الوحيدة المطروحة حالياً، وأُقِرَّت مرة أخرى في قرارات قمة دمشق». وأكد أن «قادة مصر والأردن وفلسطين والقادة العرب عموماً يتمسكون بهذه المبادرة العربية».
وعما إذا كانت هناك أفكار لعقد قمم عربية مصغرة لبحث الأزمة اللبنانية ودفع التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل، قال وزير الخارجية المصري إن «فكرة القمم التشاورية المصغرة لا تزال مطروحة... وإذا كانت هناك حاجة لعقدها على مستوى عدد محدود من القادة، فإن مصر لا تمانع في ذلك».
وعما إذا كان هناك تصور مصري في شأن تنقية الأجواء العربية، قال أبو الغيط إن «التصور المصري ينصب أساساً على الوضع في لبنان وضرورة تنفيذ المبادرة العربية بشكل يعيد للأجواء العربية المناخ المطلوب».
وفي شأن عدم حضور مبارك وملك الأردن للقمة العربية، قال أبو الغيط إن «مسؤوليات رئاسة القمة معروفة، وعندما تتحرك رئاسة القمة تجاه هذه الأطراف فأنا أثق بأن هذه الأطراف سوف تتجاوب، فرئاسة القمة تقوم بالتحرك تجاه بقية أطراف الجامعة العربية».
وفي السياق نفسه، لم يستبعد سليمان عواد عقد قمّة عربية مصغّرة، مشيراً إلى أن «كل شي مطروح». وقال عواد: «إن الكل مشغول حالياً بالعلاقات العربية ـــــ العربية التي لا تبدو في أزهى صورها»، مشيراً إلى أن الحل لتسوية المشكلات يتمثل في تجاوب كل الأطراف، و«خاصة تلك التي تمتلك أوراقاً لحل بعض القضايا العالقة منذ فترة طويلة كما هو الحال على الساحة اللبنانية». وأكد «ضرورة أن يبدي الجميع نيات حسنة تفتح الطريق لمعالجة الصدع الذي تعانيه العلاقات العربية ـــــ العربية على جبهات عديدة».
وفي ما يتعلق بتعثّر مفاوضات السلام، قال أبو الغيط إنه «يجب ألا يفوت الطرف العربي أن هناك محاولات من جانب البعض في إسرائيل لإضاعة الوقت... ولذلك يجب التصميم على أن يجلس المفاوض الإسرائيلي مع نظيره الفلسطيني، وأن يقدم ما هو مطلوب منه دولياً من التزامات».
ورفض أبو الغيط وضع جدول زمني لطرح المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل. وقال إن «العرب يتمسكون بهذه المبادرة، ويدفعون بها، وإننا في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة لا نضع سقفاً زمنياً، بل نطالب إسرائيل بأن تلتزم التجاوب مع الطرح العربي، ونصمم على ذلك».
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الفلسطيني في القاهرة «جدية» محادثات السلام مع الإسرائيليين، لكنه أبدى حذراً في إمكان التوصل إلى اتفاق قبل نهاية عام 2008. وقال: «هناك حديث جدي قد يصل إلى حد الالتزام بين جميع الأطراف المعنية بأن علينا أن نستغل 2008 لنصل فيه إلى اتفاق بيننا وبين إسرائيل حول القضايا النهائية، إلا أنني لا أستطيع أن أقول، في نهاية عام 2008 سنصل».
إلى ذلك، قال الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إن النجاح الذي حققته سوريا عبر تنظيم قمة عربية قياساً بالضغوط التي واجهتها هو «نجاح لكل العرب».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن الأسد قوله، خلال ترؤسه اجتماعاً للقيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، إن «ما حققته سوريا من نجاح في تنظيم مؤتمر القمة العربية وفي توفير الظروف المناسبة لتحقيق التضامن والتوافق بين الأقطار العربية هو نجاح للعرب جميعاً».
وأشار الأسد إلى الظروف التي سبقت انعقاد القمة و«المحاولات التي بذلتها بعض الأطراف الدولية لعرقلة انعقادها في دمشق والحؤول دون اتخاذ قرارات ترسخ التضامن العربي والعمل العربي المشترك».