بول الأشقرويؤكد ابن الرهينة أنها مضربة عن الطعام والأدوية منذ 40 يوماً، فيما نفت شقيقتها ما اعتبرته «شائعات ملفَّقة». لكن الصحافة الكولومبية تتوقف على صمت «الفارك» المستمر بعد نداء الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى زعيمهم مانويل مارولاندا لإطلاقها، وفي شأن تحميله مسبقاً «مسؤولية وفاتها إذا حصلت».
وبعد ندائه إلى الفارك، اتصل ساركوزي بالرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وطلب مساعدته لإنجاح المهمة، بينما طالب مسؤولو الصليب الأحمر الدولي «باعتماد حذر شديد». وذكروا بأن منظمتهم لا تستطيع أن تتدخَّل إن لم يتوفر لديها طلب مباشر من «الفارك»، «وهم الطرف الذي بحوزته الرهينة».
وبدا حتى هذه اللحظة أن صمت «الفارك» هو عنصر إثارة يختلف عن عمليات الإفراج الأخرى التي كانت ترعاها فنزويلا. آخر الأخبار المتوافرة من طرفهم هي رسالة بتاريخ 20 آذار من الناطق الرسمي باسم الحركة، إيفان ماركيز، الذي حل محل راوول ريس الذي قتل في الغارة الكولومبية الشهر الماضي. رسالة نشرتها، أول من أمس، وكالة «أناكول» القريبة من المنظمة الثورية تقول «إن المفاوضات لإطلاق إنغريد توقفت بعد اغتيال راوول ريّس».
وتتحدث مصادر أخرى قريبة من «الفارك» عن ازدياد حذرهم وتحاشيهم أي اتصال بعد أن تم كشف ملجأ ريّس في الإكوادور إثر مكالمة هاتفية بينه وبين موفد فرنسي حسب روايتهم. السؤال الذي يحوم حول البعثة الإنسانية هو معرفة ما إذا كانت منظمة «الفارك» موافقة على عملية إطلاق إنغريد. ويقول الموفد الحكومي السابق لشؤون السلام، كارلوس خراميو، في مقابلة لمجلة «سيمانا»، إنه «في حال وجود ضوء أخضر من الفارك، قد يلي إطلاق إنغريد بيتانكور عملية إفراج أولية عن مقاتلين للمنظمة. وفي الحال الأخرى، قد تتعثَّر المغامرة الإنسانية لأن وقت الفارك يختلف عن وقت الحكومة الكولومبية أو الفرنسية، وبالتأكيد عن وقت الرهائن».
في كل الأحوال، لا يختلف إثنان على أن وضع بيتانكور الصحي والنفسي سيّئ في أحسن تقدير، وهذا ما عبّرت عنه «سيمانا» التي وضعت على غلافها صورتين للرهينة: واحدة قبل خطفها، وأخرى بعدها بعنوان «إنغريد تنطفئ».
وتفيد آخر الأخبار الواردة من منطقة غوافاري عن طعن الكاهن الذي أعطى خبر معاينة بيتانكور في مستوصف قبل شهر والموكل من قبل الكنيسة إقامة علاقات مع «الفارك»، إلا أن وضعه هو خارج دائرة الخطر.