«الأطلسي» يتوسّع بلا أوكرانيا وجورجيا ويتبنّى الدرع الصاروخيّة الأميركيّة وجاء حديث رايس، بعد تخفيف الحلف من وطأة «رفضه»، بوعد غير محدّد بدعوة الجمهوريّتين للانضمام إليه في مرحلة ما في المستقبل. وشدّد زعماؤه على أنّه لا يجب أن يكون لموسكو تأثير على القرارات المتعلّقة بالعضويّة، فيما قال أمينه العام ياب دي هوب شيفر، «اتفقنا اليوم على أنّ هاتين الدولتين ستصبحان عضوين في حلف الأطلسي».
ولم يشر الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي قاد حملة الدعم لأوكرانيا وجورجيا في آخر قمة يشارك فيها للحلف، بالتحديد إلى فشله في دفع محاولات البلدين للحصول على خطة عمل العضوية. وقال إن «باب حلف الأطلسي يجب أن يظلّ مفتوحاً أمام الدول الأخرى في أوروبا التي تشاركنا حبّنا للحرية».
ورغم ذلك، وصف الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو خطوة الحلف بأنّها تاريخية. وقال للصحافيين «هذا نصرنا». خطوة وصفها وزير خارجية جورجيا، دايفيد بقرادزة، بأنّها «انفراجة تاريخيّة» لبلاده.
وبخلاف الوضع مع أوكرانيا وجورجيا، قرّر «الحلف» قبول عضويّة كرواتيا وألبانيا ليرفع عدد أعضائه إلى 28 بعد نحو 60 عاماً من تأسيسه.
ومع إشارته إلى «عهد جديد» للحلف، تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باتخاذ قرار في القريب العاجل في شأن إعادة فرنسا إلى الهيكل العسكري لحلف الأطلسي الذي تركته بقيادة شارل ديغول عام 1966. وأكّد أيضاً أنّ بلاده ستعزّز قوّات الحلف في أفغانستان بإرسال 700 جندي إضافي إلى البلد المضطرب في إطار تعديل أوسع للقوّة، لتجنّب تهديدات كندا، التي قال رئيس وزراءها، ستيفان هاربر، إنّ التعزيزات تعني تلبية شروط كندا بإبقاء قوّاتها البالغ عددها 2500 جندي في الجنوب، رغم ضغوط الرأي العام للانسحاب.
وفي السياق، وفي إطار «رؤية استراتيجيّة»، تعهّد زعماء «الأطلسي» رفع عديد قوّاتهم في أفغانستان لمحاربة حركة «طالبان»، و«تقسيم العبء» هناك بطريقة أكثر عدالة، وتخفيف الحظر على استخدام قوّاتهم من خلال «توفير أقصى ليونة ممكنة لاستخدام قوّاتنا».
أمّا على صعيد الدرع الصاروخيّة التي تنوي واشنطن نشرها في تشيكيا وبولندا، فقد وجد بوش فيها «تعويضاً»، فيما رأت رايس تبنّي الحلف هذا المشروع «توافقاً خارقاً». وقالت: «من المفهوم جليّاً الآن في داخل الحلف أنّ تحدّيات ومخاطر القرن الواحد والعشرين، تجعل من الضروري (بناء) الدرع الصاروخيّة الدفاعيّة لحماية بلدان أوروبا». وقد اقترح الحلف على موسكو في إعلان ختامي، ربط منظومات الدفاع الروسيّة والأميركية والأطلسيّة المضادة للصواريخ.
ومن ناحية أخرى، أكّد فلايمير بوتين مجدداً دعمه للمنطقتين الجورجيّتين الانفصاليّتين، أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وذلك في رسالة وجّهها إلى زعماء المنطقتين، وأشار فيها إلى أنّ جورجيا تسارع الخطى للانضمام إلى «الأطلسي».
ومن المقرّر أن يجري بوتين في بوخارست، التي وصل إليها ليل أمس، محادثات بصفته ضيفاً، مع نظرائه في الحلف، على أن يعقد «قمّة أخيرة» مع نظيره الأميركي في مدينة سوتشي على البحر الأسود.
إلى ذلك، حذّر الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف الولايات المتحدة من السعي لحمل أوكرانيا على الابتعاد عن روسيا والانضمام إلى الحلف الأطلسي، مشيراً إلى أن ذلك «لعبة جيوسياسيّة خطيرة». وكتب، في مقالة نشرتها صحيفة «روسيسكايا غازيتا»، أنّ دعوة الخبير السياسي الأميركي البولندي الأصل، زبيغنيو بريجنسكي، لإبعاد أوكرانيا قدر الإمكان عن روسيا «أصبح معمماً على جميع السياسيّين في الولايات المتحدة الذين يزعمون أنّه لمصلحة الديموقراطية».
وتساءل غورباتشيف: «أين الديموقراطية إن أدخلنا أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي بالرغم من أن غالبية الأوكرانيين أبدوا معارضتهم» لهذا الانضمام؟ ورأى أن «مثل هذه الألعاب الجيوسياسيّة الخطيرة لا تمت بصلة إلى سياسة مسؤولة أو إلى آلياّت فعليّة تجري في عالم تعمّه العولمة».
(أ ب، رويترز، أ ف ب)