«دمشق اختارت التقنيّة الكوريّة ورفضت العروض الباكستانيّة والروسيّة بعد امتناع الأرجنتين عن المساعدة» الأخبارنشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليّة أمس جزءاً من تقرير ستنشر نصّه الكامل في عددها الصادر اليوم، ادّعت فيه أنّ «سباق التسلّح النووي السوري»، انطلق على يد الرئيس بشّار الأسد، فور وفاة والده الرئيس الراحل حافظ الأسد في عام 2000. وأوضحت الصحيفة أنّ هذا السعي بدأ عندما عقد الأسد الابن لقاءً مع أعضاء الوفد الكوري الشمالي الذي حضر لتقديم واجب العزاء أثناء الجنازة.
وبحسب الصحيفة، فإنّ الأسد الأب كان «مؤمناً» بأنّ على بلاده الاكتفاء بحيازة سلاح كيميائي وبيولوجي فقط، وأنه «أثناء جنازة حافظ الأسد، من خلال لقاء مع الوفد الكوري الشمالي، بدأ نجله نسج مؤامرة نوويّة، حتى اكتشفت إسرائيل المنشأة النووية في دير الزور، التي دُمّرت في أيلول الماضي، وأدّى ذلك إلى سقوط عدد من القتلى»، في إشارة إلى غارة السادس من أيلول الماضي التي قيل إنّها استهدفت موقعاً سورياً نووياً في منطقة دير الزور.
وأشار ملخّص التقرير إلى أنّ «مسؤولي الوكالة السورية للطاقة النووية، التي تقع مكاتبها على بعد عشرات الأمتار من الموقع الذي اغتيل فيه القيادي في حزب الله عماد مغنية»، في إحدى ضواحي دمشق، «يعملون على قيادة سوريا نحو مسار نووي».
وأضاف أنّ المسؤولين في الوكالة «كانوا ضالعين في سلسلة اتصالات سرية مع بيونغ يانغ»، أسفرت عن «ولادة المشروع الذي دُمّر قسم منه على الأقل في دير الزور». ورأى معدّو التقرير أنّ «نشاط الوكالة السورية للطاقة النووية كان هامشياً على مدى السنين السابقة، حتى قرّر الرئيس الشاب (بشّار الأسد) أن على دمشق فعل كل شيء للحصول على سلاح نووي. وخلال لقاء قمة سوري ـــ كوري شمالي، عُقِد في دمشق عام 2002، اتُّفق خلاله على التفاصيل تحت غطاء سرّي، وبدأت سفن محمَّلة بمركبات المشروع، تحت غطاء إسمنتي، تتحرّك من كوريا الشمالية إلى سوريا».
يُذكَر أنّ مصادر استخباريّة أميركية، سبق أن قالت عام 2007، إنّ مجموعة من العلماء توجّهت من كوريا الشماليّة إلى سوريا. وبحسب تقرير «يديعوت أحرونوت»، فإن جزءاً من هؤلاء العلماء قُتلوا في الغارة الإسرائيلية على دير الزور. وأشارت المصادر إلى أنّ جامعة «ألفو» الكورية، أقامت كلية كبيرة في سوريا لتأهيل مهندسين وتقنيين لمهن الأبحاث وإدارة مفاعلات نوويّة.
كما لفتت المصادر نفسها إلى أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي، ستيفن هادلي، قاد حملة لجمع المعلومات والتقديرات بشأن ما يحدث في منشأة دير الزور، التي قالت إنّ السوريّين «أحاطوها بقطع إسمنتية كبيرة لمنع مفتشين من الحصول على عيّنات من التربة هناك».
ويتابع التقرير أن مسؤولين أتراكاً قاموا خلال العام الماضي، بوساطة بين إسرائيل وسوريا، ومرّروا رسائل بين الجانبين، «كان أهمّها انتزاع التزام سوري بعدم الردّ على غارة أيلول وعدم شنّ حرب ضدّ إسرائيل».
في المقابل، يقول التقرير إنّه «بعد ثلاثة أشهر من الهجوم الإسرائيلي على سوريا، بدأ يظهر في الصور التي التقطت للمنطقة، مبنى يشبه المبنى الذي رُصِد قبل الغارة». وبحسب التقديرات، فإن «الهدف من ذلك مزدوج: أولاً تأكيد مقولة أنّ المبنى كان هامشياً وأُعيد بناؤه مجدّداً، والهدف الثاني تمكين أعمال واسعة النطاق لإبعاد أيّ أثر للمنشأة، من دون التقاط صور بواسطة أجهزة الرصد الأميركية والإسرائيلية».
واستبعدت الصحيفة أن يكون السوريّون في وارد إعادة التجربة النووية في المكان نفسه، وأشارت إلى أنّ هناك «منشآت أخرى في أماكن أخرى أقل أهمية وليس واضحاً ما سيحلّ بها».
ويضيف التقرير أنه «في السنوات التي سبقت الاتفاق مع الكوريين، عمل السوريّون على تحقيق الحلم النووي السوري»، مشيراً إلى أنّهم «سبق أن أداروا مباحثات لحيازة مفاعل نووي من الأرجنتين. لكن الأرجنتينيين أحجموا بضغط أميركي» عن تقديم المساعدة. كما زجّت الصحيفة اسم «أب القنبلة النووية الباكستانية» عبد القدير خان في المسألة، فقالت إنه اقترح على السوريين «ما اقترحه على إيران وليبيا، لكن السوريّين رفضوا».
ولم تغب روسيا عن التقرير الإسرائيلي، إذ يكشف أنّ دمشق وموسكو وقّعتا بين عامي 1998 و1999، اتفاقاً لتزويد روسيا السوريّين بثلاثة مفاعلات نووية، «وحدث أمر مفاجئ عندما أعلنت سوريا أنّها ألغت مشروع اقتناء تكنولوجيا روسية، وتبين أنّها وقّعت على اتفافات سرية مع كوريا الشمالية».