strong>ربى أبو عمورغم كل التدابير الأمنية المحاطة بالرئيس الأميركي جورج بوش للحفاظ على سلامته الشخصية في تنقلاته خلال حضوره قمة الأطلسي في رومانيا، إلاّ أن أزمة هذه الدولة الشيوعية السابقة فاتت المسؤولين الأمنيين الأميركيين، وهي كيفية حماية الرئيس من ظاهرة الكلاب الضالة في بوخارست، والمنتشرة حتى على الطرق المؤدية إلى البرلمان.
ومن البديهي السؤال عن مدى قدرة الأقمار الاصطناعية والاستخبارات الأميركية والحرس الشخصيين لبوش، على حمايته من عضّة كلب، وخصوصاً أن عدد الكلاب الضالة في البلاد يقدّر بنحو 200 ألف، كما يتعرّض نحو 9000 شخص لـ«العضّ» سنوياً.
لكن البلد المستضيف لقمّة حلف الأطلسي جنّد فرقاً خاصة لصيد الكلاب على الطريق من المطار وحتى مبنى البرلمان، حيث يعقد اجتماع القمة المشغول بملفات أكبر من أزمة كلاب رومانيا.
إلّا أنه ما قد يكون مشجعاً لبوش للتجرّؤ وطرح الأزمة التي تواجهها رومانيا للنقاش، هو لجوء الناشطين في جمعيات الرفق بالحيوان في بوخارست منذ فترة، إلى استخدام أسماء جورج بوش وأدولف هتلر ونيكولاي تشاوشيسكو، لإقناع الناس بتبني الكلاب الضالة في البلاد، فامتلأت شوارع العاصمة بملصقات وإعلانات تُظهر أسماء هؤلاء الزعماء وتحمل شعار، «الكلب يحبّك كما تحبه سواء بسواء»، وخصوصاً أن هتلر اشتهر بحبه للحيوانات ومعاملتها برفق. كما أن تشاوشيسكو، الذي أقام دولة بوليسية وقتل الآلاف، لم يكن يفارق كلبيه كوربو وسارونا إلّا نادراً.
وقد تمكّن بوش من الاستفادة من الكلاب في بلاد الرافدين، إذ يعتمد الجيش الأميركي على الكلاب لتقليل خسائر الحرب، فتُرسَل إلى الحقول القاحلة والطرق المتربة للبحث عن الألغام الأرضية. كما تجدر الإشارة إلى أن الكونغرس الأميركي كان يدرس جدياً البرنامج الذي خصّص له 3.7 ملايين دولار من أجل إنشاء قاعدة تربية وتدريب كلاب جديدة.
قد يستطيع الرئيس الأميركي تخليص رومانيا من معاناتها اليومية، فقط إذ قرّر نقل هذه الكلاب المشرّدة، ومنحها وظيفة حماية جيشه في كل المناطق التي يوجد فيها. فعلى الأقل، إذا نجح في تحقيق هذه الخطة، يمكنه أن يغادر البيت الأبيض بصحبة كلابه، بإنجاز ما.